كشفت معركة بجهة حلق الوادي بين أربعة شبان من غار الدماء وشاب من «بالقو» عن توسطه لفائدتهم في السفر خلسة الى بلد أوروبي عبر باخرة قرطاج بعد تمكينهم من شارات عملة بالباخرة، واعترف الوسيط بأنّ موظفين من الباخرة وميناء حلق الوادي، هم الذين يساعدونه في العملية مقابل مبالغ مالية في حدود أكثر من ألفي دينار للشخص الواحد. ويُستفاد من الأبحاث المجراة، أن أعوان دورية أمنية تابعة لمنطقة الأمن الوطني بقرطاج كانوا يقومون بعملهم الروتيني لصالح الأمن العام مساء أول أمس بأحياء حلق الوادي وعند مرورهم قرب رصيف حلق الوادي شاهدوا معركة بين مجموعة من الشبان فتم ايقافهم وهم خمسة شبان واقتيادهم الى مقر التحقيق. بيّنت الأبحاث مع الشبان الخمسة، أنّ أحدهم وهو شاب من سكان «بالڤو» بالوردية جنوب العاصمة تعرف على الشبان الأربعة الآخرين وهم أصيلو مدينة غار الدماء من ولاية جندوبة وعرض عليهم التوسط لهم في السفر الى أحد البلدان الأوروبية، وذلك عبر باخرة قرطاج باعتبار أنّ لديه أصدقاء من موظفي الباخرة وميناء حلق الوادي سيمكنونهم من «شارات» عملة بالباخرة ويتمّ ايصالهم الى أحد البلدان الأوروبية واتفق معهم على أن يمكنه كل واحد منهم من مبلغ مالي قدره ألفين وثلاثمائة وخمسين دينارا باعتبار أن مبلغ 350 دينارا لنفسه ويسلم الباقي الى موظفي الباخرة والميناء. وجاء في اعترافات الموقوفين أن الوسيط وبعد تسلم المبالغ المالية ضبط موعدا مساء أول أمس للقاء مع الشبان الأربعة في مقهى قريبة من ميناء حلق الوادي وعند التقائهم وردت عليهم مكالمة هاتفية من أحد موظفي الميناء، تفيدهم بتأجيل عملية الحصول على الشارات وركوب الباخرة الى موعد لاحق. وهو ما أغضب الشبان الأربعة، فتسارعت وتيرة خلافهم مع الوسيط واتهموه بالتحيّل عليهم وتواصل خلافهم الى الشارع وهو ما لفت انتباه أعوان دورية أمنية قادتهم الى مقر التحقيق. كما جاء في اعترافات الوسيط أنه سبق له التوسط في السفر عبر باخرة قرطاج لأكثر من خمسة عشر شخصا خلال الفترة السابقة. وتتواصل التحقيقات للكشف عن حقيقة تصريحات الموقوفين الخمسة ومعرفة هويات موظفي الميناء والباخرة الذين ذكروهم في تصريحاتهم في انتظار استكمال الأبحاث واحالتها على أنظار العدالة لتقول كلمتها في شأنها.