تكاثرت أكداس الفضلات والأوساخ المنتشرة في شوارع وانهج وأزقة أرجاء مدينة القيروان وتمدّدت طولا وعرضا مكتسحة الطريق العمومية والأرصفة دون استئذان ممّا سبب الشعور بالقلق ليتحول الى خوف من انتشار الأمراض والفيروسات الناجمة عن انتشار الناموس والذباب والبعوض. وهو ما جعل عدة أطراف تسعى الى تنظيم حملة نظافة لإزالة الأوساخ دون المساس بالحقوق المادية والمعنوية لأعوان البلدية. مواطنو مدينة القيروان أبدوا تعاطفهم مع عمال البلدية الذين واصلوا اضرابهم المفتوح للأسبوع الثاني على التوالي وطالبوا المسؤولين بتسوية وضعياتهم المهنية وتحسينها حتى يستأنفوا أعمالهم مقرين بدورهم الحيوي في الحياة العامة وفي حماية البيئة ونظافة المحيط، لكنهم رفضوا تواصل مشاهد الأوساخ وتراكمها بشكل وبائي دون تدخل. تحت شعار «من أجل القيروان» وبعد التنسيق والمشاورات مع ممثلي عمال البلدية بالقيروان المضربين عن العمل والمسؤولين في بلدية القيروان نظمت مكونات مختلفة من المجتمع المدني والمواطنين حملة تطوع من اجل النظافة انطلاقا من ساحة باب الجلادين بالقيروان لرفع الفضلات وتنظيف المدينة التي اكتسحتها الأوساخ بشكل طوفاني ملفت للانتباه. وقد تطوع البعض بتسخير الشاحنات كما تبرع آخرون بالمال من أجل اكتراء العربات لنقل الفضلات الى المصب البلدي. وبين المشرف على الحملة انه سيتواصل عمل المتطوعين الى حين رفع جميع الفضلات. من جهة ثانية استأنفت بعض شركات المناولة المتخصصة في خدمات النظافة رفع الفضلات وتنظيف الطرقات والمساحات الخضراء عملها وذلك بفضل تدخل عدة أطراف من داخل البلدية وأطراف من المجتمع المدني لاستئناف العمل من اجل ان تكون القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية مدينة يحلو فيها العيش وحتى تكون «المدينة المنتزه» كما يجب ان تكون. وقد تواصل في المقابل إضراب عمال البلدية بالقيروان بينما أكد كتاب عامون ببلديات المعتمديات الداخلية أن عملهم متواصل رغم الصعوبات ونقص الآليات. ويحتاج العمل البلدي بمختلف المعتمديات الى تضافر جميع الجهود بين اللجان المحلية والسلط الجهوية. كما تحتاج القرى بدورها الى تدخل من اجل النظافة وحماية البيئة من المصبات العشوائية.