شنّت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي فجر أمس هجوما صاروخيا على منطقة سكنية في مدينة مصراتة خلف 23 قتيلا وعشرات الجرحى، مع مواصلة القصف المدفعي، لكن شراسة الهجمة لم تكن كافية لاخضاع ثوار المدينة الذين صدّوا الهجوم، فيما تظاهر المواطنون متجاهلين القصف. وفي الأثناء حذرت حكومة القذافي من مغبّة ارسال سفن إغاثة الى ميناء مصراتة مؤكدة أنها ستغرقها. ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم المعارضة في المدينة جمال سالم قوله إن «عدد القتلى ارتفع الى 23 اضافة الى عشرات الجرحى.. القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال.. علما أن ثلاثة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم». 80 غراد؟! وفي هذا الاطار قال المعارض الليبي عبد الباسط أبو مزريق في اتصال مع الوكالة إن كتائب القذاقي «أطلقت صواريخ غراد على منطقة قصر أحمد قرب ميناء مصراتة.. أطلقوا 80 صاروخا على الأقل الى جانب القصف المدفعي». ورغم شدة القصف الذي تعرضت إليه المدينة أمس إلا أن السكان خرجوا بالمئات الى شوارع مصراتة متجاهلين القصف المدفعي ورصاص القناصة المنتشرين على عدد من الأبنية العالية. وتجمع السكان قرب مسجد في حي قصر أحمد للتعبير عن رفضهم لعودة نظام العقيد القذافي للحكم في البلاد بعدما ارتكبته كتائبه من مجازر. تحذير وتحذير وفي الوقت الذي تتعرض فيه مصراتة لقصف كتائب القذافي حذرت المعارضة الليبية من ارتكاب تلك القوات ل«مذبحة» في المدينة المحاصرة منذ أسابيع مطالبة حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي يقود العمليات الدولية ضدّ نظام القذافي الى التدخل وبقوة لانقاذ أهالي مصراتة قبل فوات الأوان. ومن جانبها حذرت حكومة القذافي أمس من مغبة توجه أي سفينة الى ميناء مصراتة «دون إذن مسبق» من «السلطات الرسمية». وقال مصدر وزاري ليبي إن ميناء مصراتة من الموانئ الخطرة، مضيفا أنه يجب على أي سفينة تتوجه إليه «أخذ إذن مسبق من السلطات الليبية المختصة.. وإلا فإنها سوف تتعرض الى الخطورة»، على حد قوله. وشدّدت الخارجية الليبية في بيان لها أمس على أنها تعتبر أي عملية تقوم بها «يوروفور ليبيا» اعتداء صارخ على ليبيا ومخالفة صريحة لما ورد في قراري مجلس الأمن رقم 1970 و1973 بشأن سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها».