استمر الثوار الليبيون أمس في محاولتهم لصد زحف قوات القذافى شرقا، حيث استطاع الثوار استعادة السيطرة على مدينة مصراتة بالكامل، وأشارت صحيفة «ليبيا براس» وفقا لأحد مصادرها بمدينة مصراته شرقي العاصمة طرابلس، أن الثوار يسيطرون على المدينة بالكامل. وأكد المصدر أن الأخبار التى يبثها التلفزيون الليبى وتناقلتها وسائل إعلام عربية وغيرها بخصوص دخول كتائب القذافى إلى مدينة مصراتة هي أخبار لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن كتائب القذافي لم تستطع الدخول إلى المدينة، بل إنها تتمركز حول محيطها، وهي عاجزة تماماً عن الاقتحام. وذكر المصدر أن الثوار فى مدينة مصراتة يتناوبون على حراسة المدينة ومواجهة كتائب القذافي، وأن الليبيين في مصراتة يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي، مضيفا أن المتوفر من المواد الغذائية فى مصراته يكفي لوقت أطول مما يتوقعه نظام القذافي، بل إن المحلات التجارية والأسواق والصيدليات توزع كثيراً من أصناف الطعام والدواء بالمجان على الناس. وتشهد مصراتة منذ أول أمس قصفا عنيفا بالدبابات التابعة لكتائب معمر القذافي في محاولة للسيطرة على المدينة العصية التى يسيطر عليها الثوار منذ قرابة أسبوعين، حيث ذكر تلفزيون «الجزيرة» أول أمس أن عدد الشهداء نتيجة القصف بمدينة مصراتة ارتفع إلى 11، فيما وصل عدد الجرحى لأكثر من 20 شخصاً. الوضع في أجدابيا وفي شرق ليبيا، تمكن الثوار من صد هجوم آخر على مدينة أجدابيا، ونفى الثوار ما نشره التلفزيون الليبى حول سيطرة قوات القذافي على المدينة، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من وقف زحف كتائب القذافي نحو معقل المعارضة الرئيسي في بنغازي التي حذرت الكتائب سكانها من هجوم وشيك. وقالت قنوات تلفزيونية فضائية أمس ان مناطق سكنية في اجدابيا تتعرض لقصف مدفعي عنيف. وأبلغ مقاتل من المعارضة المسلحة «رويترز» عبر الهاتف أن اجدابيا التي تقع الى الجنوب من بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة تشهد معارك شرسة بين قوات القذافي والمعارضة. وقال طبيب ان 26 شخصاً على الاقل قتلوا وتحدث عن"معارك رهيبة" إسقاط طائرتين حربيتين للقذافي وفي تطور نوعي، أفادت صحيفة ليبية أمس بأن الدفاعات الجوية للثوار الليبيين تمكنت من إسقاط طائرتين تابعتين لنظام العقيد معمر القذافي بعد قصفهما قاعدة «بنينا» الجوية جنوب شرق مدينة بنغازي. وذكر مصدر عسكري لصحيفة «برنيق» أن إحدى الطائرتين وهي من طراز «ميراج» تحطمت بمنطقة بوعطني جنوب بنغازي فيما تحطمت الأخرى عند منطقة سيدي منصور شرق المدينة. وأكد أحد ضباط سلاح الجو التابع للثوار، ل"برنيق"، أن القصف لم يلحق بقاعدة «بنينا» أية أضرار. وكان أهالي المدينة، قد سمعوا دوي انفجار أعقبه تصاعد كثيف للدخان جنوبالمدينة، كما سمعت أصوات مضادات الطائرات. وكان مصدر عسكري، أكد في وقت سابق، ل»برنيق» أن الثوار تمكنوا أول أمس، من إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات القذافي عند بلدة سلوق، 50 كيلومترا جنوب بنغازي، مضيفاً أن الطائرة أُسقطت بعدما شنت هجوماً على مطار «بنينا» من دون إصابات. وأضاف المصدر، أن طائرة تابعة للثوار، تحطمت أيضاً عند «بنينا» بعدما اضطر قائدها للخروج منها بسبب عطل فني. وكان النظام الليبي اعلن في اليومين الاخيرين الهجوم على مصراتة وبنغازي، رمز الثورة التي انطلقت في 15 فيفري الماضي للقضاء على حركة الاحتجاج. وقال التلفزيون الرسمي في خبر عاجل اورده على شاشته "تمت السيطرة على ميناء الزويتينة بالكامل والقوات المسلحة على مشارف بنغازي". واضاف «ان القوات المسلحة سيطرت على مدينة مصراتة وتقوم بتطهيرها حاليا من العصابات المسلحة». وكان العقيد معمر القذافي أعلن مساء أول امس أن قواته «ستخوض الخميس (أمس) معركة حاسمة» لاستعادة السيطرة على مصراتة، احد آخر معاقل المتمردين في ليبيا، والتي يقطنها 500 الف نسمة. ويوم أمس، اعلن الجيش الليبي انه سيوقف عملياته العسكرية ضد ما وصفها ب"العصابات الارهابية" الاحد المقبل لاعطائها مهلة «لتسليم السلاح والعفو العام عنها»، وذلك قبل بضع ساعات من تصويت في الاممالمتحدة على قرار يرمي الى وقف قمع المحتجين. واوردت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان «اللجنة الموقتة للدفاع (وزارة) قررت وقف اطلاق النار تجاه العصابات الارهابية ابتداء من الاحد 20 مارس لاعطاء مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنهم». ولم توضح وزارة الدفاع مدة توقف العمليات العسكرية. اختفاء مراسلين صحافيين في هذه الأثناء، أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أول أمس عن فقدانها أربعة من مراسليها في ليبيا بينهم مدير مكتب الصحيفة في بيروت أنطوني شديد. وقالت الصحيفة أنها حصلت على معلومات تفيد بأن المراسلين في مدينة أجدابيا الساحلية بشرق البلاد إلا أنه لم يتم التأكد من أنهم قد احتجزوا على يد قوات تابعة للحكومة الليبية. وأضاف كيلير أنه تم الحديث مع مسؤولين في الحكومة الليبية بطرابلس «وأبلغونا أنهم يحاولون تحديد مكان صحفيينا، وسيتم الإفراج عنهم على الفور دون أن يتعرضوا لأي أذى». يشار إلى ان ليبيا تشهد منذ 17 فيفري الماضي تظاهرات تطالب بإسقاط القذافي، تحولت إلى نزاع مسلح بين قوات النظام ومعارضيه سقط فيه آلاف القتلى والجرحى حسب تقارير غير رسمية، وسيطر الثوار في البداية على العديد من المدن التي استعاد النظام السيطرة على معظمها