هو من الملحنين الشبان الذي يعمل بجدية لنحت مسيرة موسيقية تحمل بداخلها الاضافة للمدوّنة الغنائية التونسية. الملحن ياسين الزناقي في رصيده مجموعة من الانتاجات الغنائية في النمطين الشعبي والوتري حيث غنى له الهادي حبوبة وصالح الفرزيط ومحمد علي لسمر وعبد الوهاب الحناشي وعماد عزيز وسمية الحثروبي وحسين العفريت والزين الحدّاد.. وغيرهم كثير. في هذا اللقاء مع «الشروق» يتحدث ياسين الزناقي عن أغنية «زنقة» ويكشف حقيقة ابعاده في الدورة الماضية لأيام قرطاج الموسيقية. لنبدأ من أغنية «زنقة زنقة».. التي ألفتها ولحنتها وأثارت ردود فعل عديدة في الوسط الفني؟ هذه الأغنية كتبتها من وحي قصة عاطفية لأحد الأصدقاء.. وما يلفت الانتباه أن هناك تهافتا على استعمالها من قبل الشعراء والفنانين هذه الأيام. لفظة «زنڤة» أعتبرها قريبة مني فهي تحمل لقبي (الزناقي) فأنا أصيل سليانة من منطقة اسمها الزناقية. ومثلما سبقت الاشارة الى ذلك فهي أغنية نابعة من واقع وقصة حقيقية وقد تكون للأحداث في ليبيا دور في انتشارها بشكل كبير. وما يمكن التأكيد عليه أنني أول من استعمل هذه الكلمة في الموسيقى لكن ما يثير التساؤل لماذا التهافت عليها.. والنتيجة تقليد مشبوه ل«زنڤة» التي كتبتها للهادي التونسي. .. ولحنت أغنية «ملاّ مقص»؟ هذه الأغنية كتبها الشاعر الصديق المنذر العيادي ولحنتها لتكون أغنية ثنائية (ديو) للمنصف عبلة وزينة القصرينية.. أغنية تحمل بداخلها اشارات لما تعرضنا له في العهد البائد من «مقصات» في كل ميادين الحياة. تعرضت إلى «مقص»؟ نعم.. كان ذلك في الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية.. فلجنة الفرز التي تم تنصيبها سعت الى اعمال واستعمال (المقص) بشكل كبير.. فكلّ عضو فيها اختار أصحابه وبادر كل عضو بعد ذلك الى إعلام صاحبه وصديقه بترشحه لنهائيات الدورة قبل الاعلان الرسمي عن نتائج لجنة الفرز. ألم يكن لك أصدقاء أو (أصحاب) في لجنة الفرز؟ من أين لي بذلك. وماذا كانت ردّة فعلك؟ بادرت برفع الأمر الى الرئيس المخلوع من خلال رسالة حملت امضاء عشرين مبدعا من الشباب والذين تم اقصاء انتاجهم.. كشفنا في هذه الرسالة كل الممارسات التي فيها تدليس ومحسوبية وقلنا للرئيس المخلوع: أنت راهنت على الشباب، لكن هذه الفئة وقع اقصاؤها. .. وجاء الردّ؟ لم يحدث ذلك بتاتا، حيث كان الصمت والتجاهل فسعينا الى الاتصال بوزير الثقافة السابق الذي لم يعر الأمر أي اهتمام. لماذا حسب اعتقادك وقع رفض مشاركتك؟ قالوا لي إن صوت مؤديها غير مناسب، أما الحقيقة فهي عكس ما يدعون.. فهي أغنية توقفت في مضمونها عند ممارسات وسلوكيات في المجتمع التونسي يندى لها الجبين قبل ثورة 14 جانفي تحدثت الأغنية عن ضرورة التعددية في عهد الرئيس المخلوع وتكفي الاشارة الى مطلعها. أيام عمري نحبّها تتجدّد كي سما حياتي غيومها تتبدد والناس كلها حقوقها تتحدد والواجبات بكلنا نوافيها ونتكاملوا في أفكارنا تتعدّد من أجل تونس شامخة نبنيها وحدودنا نحميها ما يجور حدّ عليها هذه الأغنية بثت في الاذاعة الوطنية على نطاق واسع وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا إلاّ لجنة الفرز التي رفضتها، فهي للشاعر حمادي الدريدي وما يسعدني اليوم ويخفف من حدّة ما عانيناه من ظلم أن ثورة 14 جانفي المجيدة كنت من المساهمين صحبة مجموعة من الفنانين الشرفاء في تمهيد الطريق لتفجيرها. ولا بدّ من الاشارة في ذات الوقت الى أن الرسالة التي تحملت مسؤولية توجيهها الى الرئيس المخلوع رفض الكثير ممّن عرضت عليهم التوقيع عليها من الفنانين خوفا من أن يتم حرمانهم من الدعم. ... ودفعت ثمن «إصرارك» على الاحتجاج؟ نعم.. تم حرماني من الحصول على الدعم من لجنة الانتقاء الموسيقى نتيجة هذا الموقف. .. والآن تغير الحال؟ هذا ما أتمناه.. فقد انقشع عن القلوب الخوف الذي كبّل النفوس والمطلوب من كل الفنانين اليوم تحمل المسؤولية لأجل أغنية ذات مضامين تؤسس لمستقبل باسم لتونس وتقطع مع أساليب المناشدة والرضا بالدون والتمسّح على الأعتاب وما أرجوه دعم الحوافز المشجعة على الانتاج الجيّد. هذه مسؤولية نقابة المهن الموسيقية المطالبة اليوم بالتحرك بأكثر فاعلية؟ لا أخفي سرّا إذا قلت إنني كنت على خلاف دائم مع الكاتب العام الحالي لنقابة المهن الموسيقية مقداد السهيلي، لكن بعد التحاور معه لمست فيه حماسا لأجل كل المبدعين التونسيين فأفكارنا متقاربة ومتكاملة. فلا مجال لاقصاء أي نمط موسيقي سواء كان شعبيا (المزود) أو الوتري وسنعمل بجدية على دعم كل هذه الأنماط دون منّ ولا مواربة.