يبدو أن الإشكال المالي الذي رافق صفقة انتقال المهاجم التشادي «إيزيكال» إلى صفوف النادي الإفريقي سيشهد الكثير من التطورات. رئيس البليدة محمد الزعيم استوفى الحلول الودية وتقدم بشكوى إلى «الفيفا» للحصول على حقوق ناديه. هذا وقد سبق للسيد «محمد الزعيم» رئيس اتحاد البليدة الفريق السابق للمهاجم «إيزيكال» أن أكد على أعمدة «الشروق» بأنه تقدم بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على مستحقات ناديه من صفقة انضمام «إيزيكال» إلى صفوف النادي الإفريقي والمقدرة ب400 ألف أورو وقال «الزعيم» إنه حاول مرارا الاتصال بهيئة الأحمر والأبيض قصد التوصل إلى حل ودي لإنهاء هذا الإشكال لكنه عجز عن ذلك خاصة بعد أن غادرت الهيئة السابقة للإفريقي أسوار حديقة منير القبائلي وتعقدت مسألة «إيزيكال» أكثر عندما تسلمت الهيئة المديرة الجديدة للنادي الإفريقي برئاسة السيد جمال العتروس مهامها بحكم أنها وجدت هذا اللاعب مؤهلا من الناحية القانونية لخوض المقابلات الرسمية للفريق وهو ما أثار الشكوك بشأن إمكانية أن تكون الهيئة السابقة للأحمر والأبيض أو الأطراف المحسوبة على فريق «باب الجديد» قد تولت تسديد هذا المبلغ لذلك فهي ترفض تبديد أموال النادي والإقدام على دفع مثل هذا المبلغ ما لم تتحصل على دليل قاطع وهي محقة في ذلك بحكم الغموض الذي رافق هذه الصفقة منذ بدايتها. «الشروق» ارتأت أن تتطرّق إلى هذا الإشكال انطلاقا من الأوراق والمستندات الرسمية بعيدا عن القيل والقال حتى نرفع الغموض نهائيا لذلك لم نتردد في الحصول على نسخة من الشكوى التي تقدمت بها هيئة اتحاد البليدة إلى ال«فيفا» وبالرغم من أن مهمتنا هذه لم تكن هينة فقد كان إصرارنا أكبر لكشف الحقيقة التي تاهت بعد أن تداخلت عدّة أطراف في ملف هذا اللاعب. الوثائق وحدها تتكلّم... اتصلنا بالسيد محمد الزعيم رئيس اتحاد البليدة وطلبنا منه أن يمدنا بجميع الوثائق الرسمية التي تؤكد تقدمه فعليا بشكوى إلى ال«فيفا» حتى نتبين صدقه ونتأكد نهائيا من أن الإفريقي سيكون مطالبا فعلا بدفع 400 ألف أورو للفريق الجزائري لذلك لم يتردد «الزعيم» في إرسال هذه الوثائق إلينا عبر الفاكس وقد تضمنت هذه الوثائق: مراسلة اتحاد البليدة إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم لإشعاره بتقدمها بشكوى في الغرض إلى ال«فيفا». مراسلة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى هيئة اتحاد البليدة تعلم فيها «الزعيم» بوصول مراسلة ال«فيفا» إليها وضرورة تحويل مبلغ (5000 فرنك سويسري) إلى اللجنة المشرفة على هذا الموضوع. مراسلة ال«فيفا» إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم بتاريخ 31 مارس 2011. وبالتالي قد تكون هذه الوثائق دليلا قاطعا على أن الأفارقة لم يدفعوا مليما واحدا لهيئة اتحاد البليدة. هذه تفاصيل ما حدث في صفقة «إيزيكال» يمكن القول الآن إن الأمر أصبح واضحا فالطرف الذي كان قد وعد الهيئة السابقة للنادي الإفريقي بدفع نصف المبلغ الخاص بهذه الصفقة (أي 200 ألف أورو) قد تراجع عن ذلك بمجرد حلول ثورة 14 جانفي 2011 وذلك لأسباب لا مجال لشرحها في الوقت الراهن حسب ما أكده لنا عضو سابق في الهيئة المتخلية للإفريقي وكان من المنتظر أن يتولى أحد أصدقاء السيد عبد السلام اليونسي (رئيس فرع كرة القدم حاليا بالإفريقي) تسديد النصف الثاني من المبلغ وقد تمسكت الهيئة السابقة للنادي بدفع 200 ألف أورو فحسب إن وجدت نفسها مضطرة إلى تحمل صفقة انتقال هذا اللاعب إلى صفوف الإفريقي وقد اعترفت هذه الهيئة بأنها لم تدفع مليما واحدا من خزينة النادي إلى اتحاد البليدة حتى يوم مغادرتها الفريق يوم 25 فيفري الماضي وذلك الذي وقع فيه رئيس البليدة في خطإ كبير عندما سلّم الوثائق الرسمية الخاصة باللاعب إلى هيئة الإفريقي دون الحصول في المقابل على المال وهو ما اعترف به «الزعيم» نفسه وذلك بحكم الدور الكبير والحاسم الذي قام به وسيط تونسي في إقناع «الزعيم» بالتفريط في خدمات اللاعب لفائدة الأحمر والأبيض وهو ما جعل «محمد الزعيم» يوافق على ذلك دون الحصول على ضمانات قانونية خاصة أن اللاعب كان مصرا على الانضمام إلى صفوف فريق «باب الجديد».