في إطار ردّ الاعتبار لمن دفع حياته ثمنا لمبادئه وتكريما لأرواحهم الزكية وردّ الجميل ولو جزئيا لهم نظمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ومنظمة «حرية وإنصاف» بسوسة حفلا تضامنيا فنيا لتكريم عائلات شهداء ولاية سوسة الذين فقدوا حياتهم في السجن ومن جرّاء التعذيب منذ الثمانينات الى 14 جانفي 2011. وقد احتضن هذه التظاهرة المركب الثقافي بسوسة الذي شكل جزءا منه معرض تضمّن أشرطة مصورة عن بعض القصص والمظاهر من التعذيب وشهادات وصور للشهداء وتضمنت قائمة المكرمين عشر شهداء وهم: عز الدين بن عائشة (القلعة الكبرى) ومحرز بودقة (جمال) وعلي نوير (سوسة) وأنور الجوادي (سوسة) وحمدي بن هنية (الزاوية) وصلاح الدين باباي (مساكن) وحسين الكوكي (سوسة) وعبد المجيد مناد (مساكن) ومحمد الهادي العمروني (مساكن) ومحمد علي فحيمة (مساكن). فرقة على خطى الكبار الى جانب مداخلتين من طرف السيدين زهير مخلوف عضو بالهيئة العليا للاصلاح السياسي وحمزة حمزة عضو مؤسس بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، ساهم في تأثيث فقرات هذه التظاهرة أيضا فرقة الانشاد الفني «البشائر» الراجعة بقوة والتي تضم نخبة من موسيقيي سوسة أصواتا وعزفا في شكل معاصر وببرنامج غنائي هادف يجمع بين سحر الصور الشعرية والألحان الشجية، وفي لقاء بالسيد نبيل دويك أحد أعضاء هذه الفرقة ومنسق عروضها أكد ل«الشروق» رجوع هذه الفرقة الى نشاطها الطبيعي بعد التضييقات التي تعرضت إليها قبل الثورة ورغم دعمها لجمعية الاتحاد المسرحي بسوسة تخلّى عنها رئيس هذه الجمعية وأطردهم من المقر تطبيقا لتعليمات أذيال العهد البائد الذين كانوا لا يدعّمون من الفن إلا المبتذل منه. مناشدة لرصد أبعاد هذه التظاهرة التقت «الشروق» بالسيد عبد الدايم النومي رئيس الفرع الجهوي بسوسة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الذي أكد أن هذا النشاط هو «بمثابة نقطة الانطلاق والذي ستلحقه دراسة ملفات عائلات هؤلاء الشهداء سواء كانوا من اليوسفيين أو من اليساريين أو من الاسلاميين والسعي الى مساعدتهم والمطالبة بمحاسبة من كان سببا في قتلهم «تحقيقا لمصالحة حقيقية وللقضاء على مختلف مظاهر الاستبداد والعيش في كنف الأمان والحرية» وناشد السيد عبد الدايم باسم الجمعية السلط المختلفة لمساعدة عائلات الشهداء المفقودين منذ سنوات وعددهم يبلغ قرابة العشرين راجين على الأقل معرفة مكان دفنهم.