طرح البروفسور ديرك فانديوول في مقالة نشرتها مجلة نيوزويك الأمريكية أربعة سيناريوهات رئيسية يمكن أن تضع حدا لجمود الحرب في ليبيا، رغم أن جميعها تنطوي على صعوبات أمام مستقبل البلاد، وفق تعبيره. ويتضمن السيناريو الأول مزيدا من الدعم المكثف لقدرات الثوار من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بهدف المضي قدما نحو غرب البلاد وبالتالي توحيد ليبيا عبر التخلص من نظام العقيد معمر القذافي. غير أن هذا السيناريو وفق البروفسور بكلية دارتماوث ومؤلف كتاب «تاريخ ليبيا الحديثة» قد ينكأ جروح الماضي بين المناطق الغربية التي تعرف تاريخيا باسم طرابلس والشرقية المعروفة باسم برقة حيث معقل الثوار. فعندما تأسست المملكة بليبيا عام 1951، قبلت طرابلس على مضض تشكيل كيان سياسي موحد تحكمه ملكية ذات جذور في برقة، وهذا الاستياء بطرابلس حيث الدعم الأكبر للقذافي، قد يتفاقم سواء بإقامة حكومة مجددا على أنقاضها من قبل حركة ثورية بدعم من برقة، أو بدعم من المجتمع الدولي، والاحتمال الأخير هو الذي يرجحه الكاتب. أما السيناريو الثاني فيقضي بالسماح بتقسيم ليبيا إلى دولتين، واحدة في منطقة طرابلس بالغرب، والثانية في برقة بالشرق. وهذا السيناريو قد يبقي القذافي في السلطة على جزء من البلاد، وهو ليس بالحل المثالي في ضوء الاحتمالات بمحاولته تركيع برقة وزعزعة الاستقرار فيها، أو القيام بعدد من المغامرات التي تسهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة وخارجها. كما يتطلب هذا السيناريو الالتزام من قبل التحالف الدولي بحماية برقة، وهو بالتأكيد ما لا يروق لكل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. السيناريو الثالث يتضمن عملية تدريجية لتقويض مصداقية نظام القذافي مع مرور الزمن. وهذا يعني تقويضا ممنهجا لأساليب النظام التقليدية باستخدام الرعاية لبقائه، عبر ترسيخ العقوبات الدولية واستنزاف موارد القذافي أملا في وقوع انشقاقات وربما انقلاب داخل النظام نفسه. ويشير فانديوول إلى أن تشجيع الانشقاقات في صفوف النظام كما انشق أخيرا وزير خارجيته موسى كوسا يعد جزءا من الحرب النفسية لإقناع مؤيدي النظام بأنهم على المدى البعيد في الجانب الخطإ من التاريخ. أما السيناريو الأخير فهو قد لا يلقى ترحيبا من قبل غالبية الليبيين، ولكنه سيحظى بقبول العديد من الأطراف المشاركة بهذا الصراع، وهو ما يصفه الكاتب بالسيناريو الواعد لمستقبل البلاد. وينطوي هذا السيناريو على إجراء تسوية ديبلوماسية تقضي بمغادرة القذافي وعائلته إلى المنفى، ولكن عدد الدول التي قد تبدي استعدادها للقبول به ضئيل جدا، وقد تصغر الدائرة أكثر إذا ما حاول القذافي أن يبحث عن لجوء في بلد لا يعترف بسلطة المحكمة الجنائية الدولية. ورغم أن العديد قد لا يرحب بهذا السيناريو كما يقول الكاتب فإنه يحفظ وحدة البلاد دون ترسيخ الخلافات، ويوقف التدمير الذي يلحق بالاقتصاد وبنيته التحتية النفطية.