الطفلة هبة الحمزاوي ابنة العشر سنوات تدرس بالسنة الخامسة ابتدائي حين تراها تشدّك بابتسامتها المتواصلة كأنك تعرفها من زمن قريب فهي تقول شعرا ونثرا وكتبت لأجل الحرية بقلم يحمل علامات حول مفهوم ثورة الأطفال لكنها تصف لك مشهدا حربيا يثير الاهتمام ويعني الكثير لحب الوطن والحياة الديمقراطية التي لا تفقهها لكنها تعبّر عنها بما يلوج في ذاكرتها وتداول بين الأهل والأقارب لهروب الرئيس المخلوع وشهداء الثورة، أرادت أن تشاركنا بقلبها وعقلها وصمتها بما هو صادق وأمين تخامره البراءة الحسية مما يختلف في أذهان الكبار وهذه محاولاتها اللطيفة: أيها الشعب أنت حرّ الآن ماذا تريد تنفيذ رغباتك موجود رفض الرئيس موعود ها قد حلّ الوقت ورحل الرئيس ألم تنته الحرب بعد دماء تنزف ودموع تنهمر الذين ماتوا في الحرب شهداء لا يزالون أحياء يكفينا دماء ما طلبناه وجدناه الظالمون لم يموتوا كرماء الأبرياء ماتوا شهداء فلنعد كما كنا تحيا تونس الخضراء أنا طفل صغير خيالي واسع وكبير لا تستصغروا سني وافهموا منّي ما أريد هيّا قومي يا تونس ولملمي جراحك حرف ت: تحيا حرف و: ونس حرف ن: نموت وتحيا حرف س: سليمة وبريئة تونس ما أنبل أرضك وما أصفى سماءك وما أجمل أشجارك كنت أمشي على البطاح وأقول للشحرور غرّد فالغناء سرّ الوجود ليتني حرّ من سجون وقيود ليتني مثلك أسكب الألحان بين غاب وسحاب أيها الشحرور غني واصرف الأشجان عني ربما القيود لطول العقود وشاخ الزمان وأنت لازلت شابة عاش جيل وولد جيل ولم يموتوا إلا برضاء أرضهم حاربوا وقاتلوا لأجلك لا غنيّ ولا أسعد إلا الذي حارب عنك