انقاد الأولمبي الباجي مساء أمس الأول الى هزيمة قاسية نسبيا، فالفريق فعل كل شيء من أجل انتصار هام جدا لم يتحقق. البداية كانت بتسديد الأجور وسط الأسبوع. بعدها أقام الفريق ليلتين في العاصمة للمحافظة على التركيز وجاهزية اللاعبين بدنيا... يوم المباراة دخل الأولمبي الباجي بثلاثة مهاجمين (قلبي والميساوي والمناعي) بالاضافة الى صانع ألعاب (وديع الحاج فرج) على امتداد الشوط الأول لعب زملاء الميساوي في مناطق زملاء أنيس بن شويخة الذين اكتفوا ب3 هجومات فقط أولها ضربة الجزاء التي تجسم منها الهدف الوحيد للمباراة... أكثر من 10 فرص سانحة للتسجيل وصفر من الأهداف الشيء الذي وتر أعصاب جماهير «الهمهاما» التي احتجت على طريقة اللعب التي اختارها دراغان احتجاج سجلناه في الدقيقتين 33 و42. وبالتالي كان كل شيء لصالح الأولمبي الباجي فلماذا لم يسجل «اللقالق» أهدافا ولماذا لم ينتصروا أو يتعادلوا؟ الأجواء أصل الداء البداية كانت بابعاد الدكتور عياض السعيدي الذي يشهد له الجميع بالكفاءة جمهورا ولاعبين وإداريين... طبيب الفريق هذا كان يشخص الاصابة قبل الكشوفات الدقيقة وتحضير التمارين والمباريات الرسمية وهو من شخص إصابة ابراهيما كامارا ونبّه لها قبل أشهر من التصوير الطبي (اي.آر.آم) وقد وقع استبداله بطبيب لا يحضر إلاّ المباريات الرسمية. آخر حدث كان في مفتتح الأسبوع المنقضي وتمثل في انسحاب عادل الريابي المسؤول الأول عن أكابر كرة القدم بالأولمبي الباجي والسبب خلافات مع المدرب سفيان الحيدوسي. وبين هذا الحدث وذاك انتداب معد بدني الى جانب المعد البدني حباب الخلفي المتوّج مع بلحوت بالكأس التونسية... انتداب رأى من سعوا إليه أنه لا يعني اقصاء الخلفي كما أنهم يؤكدون على أن أجرته قد تكفل بها أحد رجال الأعمال بالجهة... الخلفي لم يشك ولم يطلب من يخفّف عنه عبء الاعداد البدني وأمر هذا الانتداب أثر سلبا على نفسيته وإن اجتهد في اخفاء ذلك ونفس التأثير تسرّب الى نفسية مدرب الحراس فالمدرب المساعد الهادي المقراني الذي راجت أخبار في الأسبوع المنقضي عن تعويضه بفلان أو فلتان قريبا... ومن هذا المنطلق فإن الاطار الفني باستثناء سفيان الحيدوسي لا يعمل وسط أجواء مطمئنة ومريحة تدفع للبذل والعطاء. في صفوف اللاعبين ومن ناحية أخرى، فإن تواجد سامي ليتيم ونبيل عنتر ومحمد الصغير مع الجموعة وتسلمهم لأجورهم بانتظام دون أن يلعبوا ولو دقيقة واحدة رسمية مع الفريق يثير حافظة بقية اللاعبين ويؤثر سلبا على الرغبة في البروز والأمل في التواجد بصنف الأكابر بالنسبة الى شبان النادي. الخلاف بين الميساوي والحيدوسي سيظل مستمرا وإن ظهر هذا المهاجم يحمل شارة القيادة من بداية اللقاء... علي الهمامي أحد ركائز محور الدفاع غائب حتى عن التمارين منذ مدة طويلة... البعض يدّعي الاصابة والحقيقة غير ذلك... أنيس مطار باشا رغب في الانسحاب من الأولمبي الباجي نهائيا لكن جهودا كبيرة أعادته الى التمارين دون أن يتواجد بالتشكيلة الأساسية. أين «القليب» و«القرينتة»؟ في كرة القدم عادة مع يصنع «القليب» و«القرينتة» الفارق فهزم «الصغير الكبير» وتفوق متواضع الامكانيات عن نجم أو نجوم الكرة... والسؤال الذي فرض نفسه في المدة الأخيرة بالنسبة الى الأولمبي الباجي هو أين هذه «القرينتة» وأين ذلك «القليب» لتلج الكرة الشباك وتتجسم الفرص السانحة للتسجيل... بالأمس القريب كانت الكاميرا ترصد دمعة هنا وحسرة هناك ولاعبا يضع رأسه بين كفيه وآخر يجثم أرضا على ركبتيه من وقع الهزيمة... ولكن لاعبي الأولمبي الباجي يتكبدون الهزيمة تلو الهزيمة فيغادرون الملعب وكأنّ شيئا لم يكن واسألوهم بعد الثلاثية النظيفة في المغرب والانسحاب المذل ضد الدفاع الحسيني الجديدي. من يلمّ الشمل؟ ولكسب معركة البقاء بالرابطة المحترفة الأولى لا يحتاج الأولمبي الباجي مراوغا أو هدافا أو «قناصا» بقدر حاجته الى من يلمّ الشمل إداريا كان أو فنيّا. وتغير النتائج من السلبي الى الايجابي رهين تغيير جذري في أجواء الفريق... فمن سيتفطن الى ضرورة هذا التغيير ليأتيه قبل استفحال الداء مما يصعب معه العلاج والدواء؟