الحديث مع نادية القمودي التي تستعد لرالي الفراشات الذي ستحتضنه جربة من 20 الى 29 سبتمبر الجاري لم يمر دون أن تتحدث بأسى عن عدم دعوة والدها الأسطورة محمد القمودي للمشاركة مع الوفد الرسمي التونسي إلى أثينا.. نادية القمودي ونادرة لملوم صديقتان اجتمعتا في مكان واحد.. ولم نترك الحدث يمر دون أن نستغله. تحدثت نادرة ونادية عن القمودي وعن صداقتهما وعن التمثيل: البداية كانت مع نادية التي تحدثت ل»الشروق» عن الصداقة التي تجمعها بنادرة لملوم: «ليس مهما أن نكون تعرفنا لبعضنا حديثا، فهناك علاقات انسانية لا بحكم جوهرها الزمني بل قد تكون قوتها وليدة اللحظة..». وتتحدث نادرة لملوم عن شخصية البطل الأولمبي محمد القمودي فتقول: «البعد الوطني العربي جليّ في شخص محمد القمودي.. شخصية محمد القمودي دخلت تاريخنا المعاصر. هو رمز مهم بالنسبة للأجيال القادمة التي تحتاج لعلامات ونماذج شخصيات مؤثرة (Des idôles) سواء كان ذلك في مجالات الأدب، التاريخ، الفنّ أو الرياضة.. مجال هذا اللقاء لا يسع ربما للحديث عن شخص محمد القمودي وأنا التي تشعر أنها أصبحت احدى قريباته، سأتحدث عنه في عجالة كإنسانة عادية وليس كفنّانة: «أشعر كتونسية أنه حمل راية تونس. أتذكر دوما تلك الطرفة عندما بعثت سفارة تونسية في طوكيو. فتمّ الالتجاء الى حقيبة عمّ محمد للحصول على علم تونس وتعليقه فوق هذه السفارة..»! وبعد إفاضة كل من نادية وصديقتها نادرة في تعداد مناقب محمد القمودي عدت بالسؤال الى الأولى (أي ابنته): «هل تشعرين أنت نادية أنك قصّرت في حقّ والدك، لقد كنت أول من نشرت خبر نيتك إصدار كتاب توثيقي عن مسيرة محمد القمودي الرياضي والإنسان» تجيب نادية: «لك الحق ولكن هذه المسيرة واضحة بدون كتاب.. لم أتراجع عن هذه الفكرة، وإن شاء اللّه سأنجزه». أما صديقتها العزيزة فتضيف: «أؤيد نادية في هذا التوجه، ولم لا قد يتحول هذا الكتاب الى سيناريو وثائقي عن هذا البطل التونسي العربي والأولمبي. وهو فيلم يمكن لنادية أن تصوره لصالح التلفزة والسنيما». والواقع أن وشائج الصداقة تدعّمت حقا بين النادية ونادرة. ليس فقط حروف الأبجدية العربية: النون، الألف، الدال والتاء التي تجمع بين هذين الاسمين، بل ان مشاريع حقيقية من المرشح أن تتحقق بين هذين النجمتين في المدى القريب جدا والمتوسط وذلك في دنيا «الصورة والشهرة» فعندما نبدأ بالمستوى الثاني، فإن نادية القمودي التي كانت زميلتنا ذات يوم على مستوى الاعلام السّمعي البصري ضمن برنامج «عالمها» بمحطة «إرت ART» المهتم بالوجوه الناجحة تونسيا في مجال الابداع النسائي قد تمكنت بخبرتها الاعلامية أن تجلب نادرة لملوم إلى عالمها الخاص. تتحدث الزميلة السابقة والنجمة الرياضية الحالية عن الطاقات الدرامية للممثلة نادرة لملوم: «في أدائها، أحسست أن نادرة عفوية جدا. هي من الممثلات القلائل اللواتي أشعر بعفويتها رغم عدم تعرّفي الى الكثير من الممثلات بعد نعيمة الجاني وكوثر الباردي». وتضيف هذه البطلة: «على الشاشة الصغيرة أو الفضية، أحبّ مشاهدة «الممثلات الجميلات» وكأن نادرة لملوم شعرت بهذه المجاملة فعلقت عن هذا الإطراء الأخير: «أحيانا يعجب المشاهد بممثلة غير جميلة ولكنها مقنعة». وعند ذلك تستعيد نادية الحديث مؤيدة رأي نادرة ومستعرضة عديد الممثلات العالميات المقنعات دون جمال صارخ مستدركة في نفس الآن أنها في الخلاصة تنشد الى تلك الممثلة التي تجمع بين الجمال الداخلي والجمال الخارجي أو جمال الروح وجمال الشكل. ولعلّ أبعاد هذا الانسجام الحاصل بين هذين الوجهين البارزين في عالمي الرياضة والدراما يأتي في تأكيد نادية قمودي عندما تواصل ما انطلقت فيه من ايمان بصداقتها القوية مع نادرة لملوم فتعلن ل»الشروق» أن هذه الأخيرة ستكون مرافقتها في الرالي القادم. ولكن قبل ذلك فإن رالي الفراشات الذي سينظّم في جزيرة الأحلام قريبا طيلة الأسبوعين الأخيرين من شهر سبتمبر والذي دعيت نادية قمودي لأن تكون نجمة هذا الرالي اقترحت له هذه الأخيرة نادرة لملوم لأن تكون احدى الوجوه البارزة المشاركة ضمنه الى جانب عدة نجوم تونسية وعربية. الى ذلك الحين فإن نادرة أعجبت بهذه المبادرة التي تنسبها الى مجال السياحة والثقافة والتعريف بالبلاد التونسية وهي تصرّح ل»الشروق»: «رغم عدم المامي بعالم الرّالي، فإني مبدئيا أعلن موافقتي.. فمثل هذه المبادرات تضيف الى تونس وذلك عبر التعريف بأهم المواقع السياحية والثقافية والجغرافية لبلادنا الجميلة». وتنهي نادرة حديثها ل»الشروق» «أنا بطبعي شجاعة ومقدامة وأهوى المغامرة، لذلك تحمّست لهذا الاقتراح الصادر عن صديقتي نادية القمودي». * منذر شريّط