احتضن فضاء «أفريك آر» بنزل أفريقا بالعاصمة عرضا لشريط وثائقي عن اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد. الفيلم بعنوان «اغتيال فرحات» اخراج جلال الدلالي وانتاج قناة «الجزيرة الوثائقية وقد امتد على مدى 55 دقيقة ووفق من خلاله الحضور على حقيقة هذا الزعيم التاريخي على ألسن من عايشوه طيلة فترة نضاله... ففرحات حشاد ينحدر من عائلة بسيطة بجزيرة قرقنة من ولاية صفاقس وبعد ان أتم تعليمه الابتدائي انخرط في سوق الشغل ومن ثمة تحمل أعباء وهموم العمال فقد بدأت زعامته تتضح جليا لأنه كان يعمل دون خلفيات أو ايديولجيات فحمل هم شعبه ولعل القولة الشهيرة «أحبك يا شعب» تثبت ذلك... زوجته أم الخير التي كانت رفيقة دربه طيلة فترة الزواج التي دامت 9 سنوات حملت معه الوزر على جميع الأصعدة لتكون خير سند لنضالاته التي بدأت تؤرق الاستعمار الفرنسي ليتم اغتياله من طرف عصابة اليد الحمراء... وقد اعترف الضابط الفرنسي «انطوان ميلور» خلال الشريط الوثائقي أنه بالفعل اغتال الزعيم لأنه كان ثقلا على رؤية الفرنسيين للواقع في تونس... من جانب آخر أبرز أحد الذين عايشوا الزعيم فرحات حشاد وهو السيد أحمد بن صالح خصال الشهيد النقابية والانسانية مما جعل هذا الرجل أحد الزعماء عن حق... وفي نفس الخانة فقد تحدث بعض علماء التاريخ عن مدى قوة شخصية هذا الزعيم مما جعل عصابة اليد الحمراء تغتاله بعد ان تم نفي الزعيم الحبيب بورقيبة. والملاحظ أن الفيلم الوثائقي الذي يروي عملية اغتيال فرحات حشاد يبرز مدى حب هذا الرجل للوطن ولعل عملية التخلص منه كانت من أهم الدوافع للمطالبة بالاستقلال الذي تحقق بعد وفاته بسنة ونيف.