أفادت جميلة حشاد ابنة الزعيم النقابي التونسي الراحل فرحات حشاد الاثنين بان عائلتها سترفع غدا الثلاثاء دعوة قضائية أمام محكمة فرنسية ضد ضابط فرنسي بتهمة "التباهي بجريمة" اقترفها في حق والدها ابان الاستعمار الفرنسي لتونس. وقالت جميلة لفرانس برس "سيتقدم غدا الثلاثاء اربعة محامين من تونس وفرنسا بدعوة قضائية لملاحقة الضابط الفرنسي انطوان ميليور بتهمة التباهي بجريمة" في شريط وثائقي اعترف فيه باغتيال والدها فرحات حشاد قبل 58 عاما بثته قناة الجزيرة في 18 ديسمبر 2009. وأضافت "كما سنطالب السلطات الفرنسية بفتح ملف لمعرفة الحقيقة" واصفة عملية الاغتيال "بالجريمة ضد الإنسانية ...تشرع لورثة الشهيد المطالبة بتبعات عدلية". وأضافت بان "نشطاء من تونس وفرنسا سينظمون بالمناسبة الثلاثاء أمام المحكمة تجمعا تضامنيا مع عائلة حشاد". وتناول الشريط الوثائقي حياة فرحات حشاد وظروف اغتياله وتضمن اعترافا لانطوان ميلور احد أعضاء المنظمة الفرنسية السرية المعروفة باسم "اليد الحمراء" بتنفيذ عملية القتل في 5 ديسمبر 1952 في رادس في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، قبل إعلان استقلال البلاد بأربع سنوات (1881-1956). وقال الضابط الفرنسي "ان ما قمنا به عمل شرعي ولو كان ينبغي علي إعادته سأعيده"، مؤكدا انه "اغتال حشاد برصاصة في الرأس". وتابع "عملية اغتيال حشاد هي بالتأكيد من تنفيذ اليد الحمراء وباتفاق مع مسؤولين فرنسيين في تونس"، موضحا "ان المجموعة التي نفذت العملية لم تحاكم في تونس وإنما سافرت لفرنسا". ويعد فرحات حشاد قيمة تاريخية واحد رموز النضال التونسي ضد الاستعمار الفرنسي إلى جانب الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وهو من مواليد 1914 بجزيرة قرقنةجنوبتونس. كسب شعبية كبيرة بعد تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل في العام 1946.