تقديرا للنجاحات التي يحققها المدربون التونسيون خارج الوطن وتشجيعا للكفاءات الوطنية في كل المجالات نستضيف اليوم الدكتور نور الدين بوفالغة المدرب المساعد بنادي الجزيرة الاماراتي. ضيفنا فاز منذ أيام بكأس رئيس دولة الامارات وهو في الطريق لاحراز الثنائية حيث يتصدر الفريق الدوري بفارق اثنتي عشرة نقطة عن صاحب المركز الثاني بني ياس الذي كان يدربه المدرب لطفي البنزرتي. كيف هي الأمور وما سرّ هذه النجاحات؟ الأمور عال العال... أولا أودّ ان أشكركم على إتاحة الفرصة وكذلك على عنايتكم الخاصة بأبناء الجالية التونسية في الخارج اما في ما يخص مسيرتي فأنا أعمل منذ ثماني سنوات بالإمارات وهي تجربة اعتزّ بها مكمّلة لتجربتي في أوروبا مع نادي باريس سان جرمان كما سنحرز هذا الموسم الثنائية في دوري الإمارات مع نادي الجزيرة وهي أول ثنائية للنادي. لماذا خيّرت الهجرة عن العمل في تونس؟ ربما طموحي اللامحدود هو الذي قادني نحو هذه النجاحات وهذا الطموح غرسه فيّ والدي أحمد بوفالغة رحمه الله إذ كان أول من شجعني على ممارسة الرياضة بتسجيلي في ترجي جرجيس منذ أن كان عمري إحدى عشرة سنة وكان يحضر مباريات ترجي الجنوب حيث وجوده كان يعطيني دفعا مضاعفا لبذل الجهد والتألق. والطريف في الأمر انه عندما نجحت في مناظرة الدخول الى المعهد الأعلى للرياضة بقصر السعيد قال لي والدي «لقد شجعتك على ممارسة الرياضة لكن ان تجعل منها مهنة فهذه مجازفة» وكان مترددا في السماح لي بالدراسة في المجال الرياضي وكنت حريصا على أن يكون راضيا عني وفعلا وافق والحمد لله وأحرزت الماجستير ومن بعدها الدكتوراه وأسعدته بنجاحاتي. هل ان المدرب التونسي ناجح في الخليج؟ صحيح ان العديد من الكفاءات التونسية ناجحة هنا في الامارات فالسيد لطفي البنزرتي نجح في بني ياس والسيد غازي الغرايري يقود نادي إمارة رأس الخيمة بامتياز وأحرز معه كأس السوبر في بداية هذا الموسم كذلك المدرب عادل السليمي ترك انطباعا جيّدا عندما قاد فريق النصر بدبي وترك بصمة بدفعه بعديد الشبان ضمن الفريق الأول كذلك المدرب عادل لطرش ناجح مع فريق الإمارات. وأعتقد أننا في تونس محظوظون لأننا تمتعنا بالتعليم وتكويننا جيّد ولهذا يحالفنا النجاح. رغم تكوينك العلمي وخبرتك بقيت تعمل كمساعد... لماذا؟ أنا مساعد برتبة «دكتور» وفرضت نفسي بكفاءتي على أكبر المدربين حيث تفوقت على الفرنسيين واستعان بي الارجنتينيون مثل كالدرون ونستور وكلاوزن زملاء مارادونا وعملت معهم موسمين بنجاح مع منتخب عمان والآن أنا أعمل مساعدا أول للمدرب العالمي «أبال براقا» ضمن إطار فني كله من البرازيل وأتفوق عليهم وهذا دليل للقيمة الفنية للإطار التونسي. هل تتابع الرياضة التونسية؟ باستمرار من خلال الفضائيات ومن خلال زيارتي لتونس من حين الى آخر والنتائج التونسية على مستوى الرياضة مقبولة وبالامكان ان تكون أحسن ففي كرة القدم الجانب المادي مهم جدّا كما يقول المثل: لا يستوي الحال دون المال، فالخامات موجودة والأفكار لابدّ ان تصبّ في نطاق جلب الموارد المادية ولابدّ من تضحيات في هذا الظرف الخاص الذي تمرّ به تونس. على ذكر الظرف الخاص كيف ترى هذا التغيير أو بالأحرى هذه الثورة؟ الجميع استبشر خيرا بهذه الثورة والجميع يعلّق آمالا كبيرة على ان تكون الأمور أفضل عما كانت عليه سابقا وكلنا متفائلون بنجاح هذه الثورة رغم الصعوبات الحالية وما تعرفه البلاد من فوضى وعدم استقرار ستتحسّن الأمور ولكن حذار فلن تنجح هذه الثورة الا بالعمل وتحمل المسؤولية وعدم المبالغة في الطلبات. بل الأمر يتطلب بعض التضحيات من الجميع وأن يلتزم الكل بالسلوك السليم فلا يعقل ان يخالف البعض القوانين ويبالغ الآخرون في الاعتصامات المبررة وغير المبرّرة لأنه في هذه الحالة ستتعطل الأمور وتزداد صعوبة لذا فإن الجميع مطالب بتحمل المسؤولية والعمل من أجل نجاح هذا المسار الديمقراطي. أخيرا ماذا تقول لقرّاء «الشروق»؟ أتمنى أن تنجح الأمور في تونس وأن أرى كل التونسيين في أرغد العيش وأنا متفائل لأن التونسي بفضل تكوينه الجيّد ونضجه لقادر على تجاوز هذا الظرف الصعب بنجاح.