٭ أبوت آباد (باكستان) (وكالات): اعتمد اسامة بن لادن الذي لم يكن مسلحا ويحيط به عدد قليل من الرجال عندما هاجمته وحدة خاصة امريكية، على السرية لينجو من مطارديه طيلة عشر سنوات، أكثر من الاجراءات الامنية المشددة والواضحة. ولم يستغرق الهجوم الذي نفذته وحدة أمريكية خاصة على المنزل الذي كان يقيم فيه المطلوب الاول في العالم وقسم من اسرته في مدينة أبوت أباد، سوى 45 دقيقة تقريبا. فبعد اقتحام البوابة الحديدية الثقيلة لم يلق عناصر الوحدة الذين انزلوا بمروحيات سوى مقاومة محدودة بحسب روايات تم جمعها في الحي. وكان من شأن نشر فريق من الحراس الشخصيين جذب الفضوليين. وقال الصحافي الباكستاني «امتياز غول» الاخصائي في شؤون القاعدة ان «افضل سبيل لعدم اكتشاف امره كان عدم نشر عناصر أمن» قرب المنزل. وقال المحلل الباكستاني حسن عسكري «للبقاء بعيدا عن الاضواء من الأفضل ان يكون جهازه الامني بسيطا» مشيرا الى انه «يمكن رصد العناصر المسلحة عبر الاقمار الصناعية». ولم يكشف هذا المنزل الابيض العادي المؤلف من ثلاثة طوابق أمر بن لادن. الا ان المنزل تميز بأمرين: مساحة الارض التي بني عليها المنزل الذي يعد اكبر بثلاث مرات من معدل المنازل في الحي واثار شكوك الاستخبارات الامريكية، وجدرانه التي يزيد ارتفاعها عن اربعة امتار مسيجة بأسلاك شائكة. وقال محمد كريم خان قائد شرطة أبوت أباد «ان المنزل يقع عند تخوم حقول وبالتالي هذه التحصينات غير مفاجئة». وقال الشرطي قمر حياة خان انه لم يكن داخل المنزل «اي تحصينات او قبو او مكان اخر يمكن لبن لادن ان يختبئ فيه». ولا نعلم منذ متى كان بن لادن يقيم في هذا المنزل المبني على قطعة ارض اشتراها احد شركائه الباكستانيين ارشاد خان. لكن حسب عبد الله جان احد الجيران فان بن لادن انتقل للعيش في المنزل في صيف 2005. ويقول الامريكيون انهم حددوا مكان بن لادن الصيف الماضي. واختيار بن لادن لابوت اباد المدينة المفتوحة التي يسهل الوصول اليها وتنتشر فيها ثكنات للجيش الباكستاني، فاجأ العالم في حين تردد ان زعيم تنظيم القاعدة لجأ الى المناطق القبلية في شمال غرب باكستان معقل حركة طالبان حليفة القاعدة. وافاد مصدر امني غربي «لو كان عدد كبير من الحراس يتولى أمن بن لادن لكان الأمريكيون عدلوا وسائلهم للقبض عليه. ولو لم يستعينوا بوحدة كومندوس لكانوا استخدموا صاروخا. وفي حالة بن لادن كل التدابير الأمنية في العالم غير مجدية».