تعد ولاية قبلي من أهم الولايات التونسية التي تعود إليها أصول عمالنا المهاجرون وقد تعودت هذه الجالية زيارة المنطقة سنوات خلال فصل الصيف وقد بدأت طلائع العائدين منهم تأتي وبدأت مواعيد عودة العائلات المهاجرة إلى الجهة تتحدّد ويتداولها الاهالي لحضور حفلات الزفاف والختان وغيرها التي يقيمها المهاجرون عند عودتهم. ونترقب هذه السنة تفاعل المهاجرين من التونسيين بمستجدات الثورة التونسية وقد اتصل بنا بعضهم وطالبونا بالتعبير عن بعض انتظاراتهم العاجلة وأهمها الغاء الطابع الجبائي الذي يفرض على كل مهاجر تضطره الظروف ان يبقى في وطنه أكثر من 6 أشهر اذا يطالب اليا بدفع 50 دينارا ثمن طابع جبائي يلصق على جواز سفره اذ قال بعض من اتصل بنا من المهاجرين ان هذا الطابع البريدي يشعرهم أنه غير مرحب بهم في البلاد وأن البقاء في الوطن أصبح بالنسبة إلى المهاجر بثمن كما عبر اخر عن اعتباطية هذا الاجراء الذي يمثل في نظره نوعا من الابتزاز الذي أصبح في السنوات الماضية قاعدة التعامل مع المهاجر عند قدومه وكذلك عند مغادرته كما عبر بعض المهاجرين الاخرين عن استغرابهم من قطع الرحلة المنتظمة بين مدينة نيس الفرنسية حيث تقيم غالبية المهاجرين أصيلي ولاية قبلي وبين مطار توزر خلال شهري جويلية وأوت وهما شهرا عودة المهاجرين فهل يخفي ذلك وجها آخر من وجوه ابتزاز المهاجرين وعموما فان ما يسجل هو توجه لدى غالبية المهتمين بشأن الهجرة والمهاجرين يتمثل في الرغبة في تنظيم ندوة وطنية جادة غير بروتوكولية ولا شكلية حول وضع المهاجرين وعلاقتهم بالثورة التونسية ودورهم في رسم مستقبلها وانتظاراتهم منها فهل يتحقق ذلك هذه السنة لتكون هذه الندوة باكورة انجازات حكومة المجلس التأسيسي بعد انتخابه في 24 جويلية ليقتنع ابناؤنا المهاجرون أنهم في قلب الحراك الثوري ببلادهم وأنهم أبدا في قلوبنا رغم المسافات والطوابع الجبائية الاعتباطية.