شنت مقاتلات الأطلسي الليلة قبل الماضية هجمات مكثفة وكاسحة، هي الأقوى منذ بداية الحصار الجوي على عدد من الأهداف الحيوية في العاصمة الليبية طرابلس من بينها مجمع العقيد معمر القذافي في ما حقق الثوار تقدما واضحا وملموسا شرقا وغربا مكبدين الكتائب خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وسط تأكيد أممي بأن عدد النازحين من ليبيا إلى دول الجوار تجاوز 750 ألف شخص. وشنت الطائرات الأطلسية 8 غارات وقامت ب 8 ضربات في حوالي 3 ساعات من ساعات الفجر. استهداف للتلفزيون الليبي وسمع دوي هذه الانفجارات التي هزت زجاج فندق يقيم فيه الصحفيون الأجانب وشوهدت أيضا أعمدة الدخان تتصاعد بالقرب من مباني التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الليبية وشاهد الصحافيون خلال جولة نظمتها السلطات ليلا نوافذ مهشمة جراء التفجير الذي طالت شظاياه مركز الجراحة الترميمية ومعالجة الحروق في حي شارع الزاوية. وقال مسؤول ليبي إن المبنى المستهدف يضم مركز دراسات الكتاب الأخضر وجمعيات أهلية من بينها مبنى اللجنة العليا للطفولة، ونقلت وكالة «رويتز» عن المسؤول تأكيده أن 4 أطفال أصيبوا جراء الزجاج المتطاير وأن اثنين منهم في حالة حرجة. تأتي هذه الغارات الكاسحة بعد ساعات قليلة من تصريح أمين عام الحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بأن الوقت يمضي وعلى القذافي أن يدرك عاجلا أم آجلا بأنه لا مستقبل له في ليبيا. طرابلس تتحرك في هذه الأثناء ظهر مؤشر جديد على انتقال نشاط الثوار في طرابلس حيث رفع الثوار علم الاستقلال على قاعدة معيتيقة الجوية بالعاصمة. وذكرت صحيفة «برنيق» المعارضة أن معارضين يقودون انتفاضة واسعة في ضواحي طرابلس بعد أن زودهم الثور بأسلحة خفيفة. وأشارت ذات الصحيفة أن المحتجين يستعدون للانتقال من الضواحي إلى مركز العاصمة. وقالت مصادر إعلامية أخرى من ذات الاتجاه أن مدارس بالعاصمة طرابلس رفعت أعلام الثورة دون تحديدها. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن بعض المظاهرات جدت في «سوق الجمعة» و«تاجوراء». ميدانيا تقدم الثوار نحو 15 كيلومترا غرب مصراتة واقتربوا أيضا من مدينة «زليتن» التي تبعد 150 كيلومترا فقط من طرابلس. وبلغوا أيضا منطقة «زريق» عقب استيلائهم على «البريقة» شرقا حيث فرت الكتائب مخلفة وراءها صناديق الذخيرة والألبسة والأغطية والماء والأغذية. وقال قائد عسكري في الثوار إن مقاتليه أجهزوا على 57 جنديا ودمروا 57 عربة عسكرية خلال معارك أجدابيا. وأقر بمقتل عنصرين من الثوار في ذات المعارك مؤكدا أن الثوار تمكنوا من صدّ هجوم الكتائب في «جالو» شرقا. وأشار متحدث باسم الثوار إلى إن طائرات الحلف قصفت أهدافا حول «طمينة» و«شنطين» شرق مصراتة معقل المعارضة الليبية غربا. ومن جهة أخرى أعلن مشاركون في تجمع للمجالس المحلية الليبية بأبوظبي لوكالة الصحافة الفرنسية عن تأييدهم للمجلس الانتقالي. وقال الممثلون ل 25 بلدة ومدينة من بينها طرابلس إنهم يعتبرون المجلس الانتقالي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي. كما أوردت مصادر في المجلس الانتقالي أن إيمان العبيدي المرأة التي اتهمت عناصر من كتائب العقيد باغتصابها أصبحت الآن في قطر عقب مساعدة الثوار لها على الهرب. مهاجرون بمئات الآلاف أمميا، أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري أموس أمس عن فرار أكثر من 750 ألف شخص من ليبيا منذ بداية الاحتجاجات وأن 5 آلاف شخص آخرين لا يزالون عالقين في المنطقة الحدودية مع مصر وتونس والنيجير. وأضافت أموس أنه على جميع الأطراف الاتفاق على وقف القتال بشكل مؤقت في مصراتة وغيرها من المناطق حتى تمكن المدنيين الراغبين في المغادرة من ذلك وإجراء تقييم مستقل للوضع الإنساني وإيصال الإمدادات الطبية لمستحقيها.