قال شهود تونسيون إن «اشتباكات تدور على بعد بضعة كيلومترات من المعبر الحدودي الرئيسي إلى تونس». وأوضح أحد الشهود أن «اشتباكات وقعت عند أبو كماش»، وأنه سمع «دوي انفجارات عنيفة من تلك المنطقة». اتهمت حكومة العقيد الليبي معمر القذافي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتخطيط لقصف معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس لتسهيل تقدم الثوار والهجوم من خلاله، في وقت وقعت اشتباكات قرب المعبر، في حين أكد الثوار سيطرتهم على وسط مدينة الزاوية الاستراتيجية في طريقهم الذي بات على مرمى حجر من العاصمة الليبية طرابلس، فيما استمرت معاركهم مع كتائب القذافي على جبهة مصراتة والبريقة شرق ليبيا. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في تصريحات صحافية أمس: «لدينا معلومات تؤكد أن حلف الناتو يخطط لقصف مكثف لبوابة رأس جدير الحدودية مع تونس، حتى يتيح الفرصة» للثوار، «المتمركز البعض منهم في الأراضي التونسية لدخول الأراضي الليبية والتوجه نحو مدننا الآمنة»، على حد وصفه. ووصف إبراهيم نيات حلف شمال الأطلسي في هذا المجال بأنها «أمر خطير جداً»، معتبراً أن معبر رأس جدير «بوابة حدودية آمنة يوجد بها آلاف المسافرين والقادمين من ليبيا وتمتلئ بالأطفال والنساء». وحذر من أنه في حال شن الحلف غارات على هذا المعبر فإنه «سيرتكب مجزرة جديدة» على حد قوله. اشتباكات حدودية: وتحدث إبراهيم عن غارات «مكثفة للحلف الأطلسي على كامل الأراضي الليبية خلال اليومين الماضيين، خصوصاً في منطقة أبو كماش الواقعة على بعد 10 كيلومترات عن معبر رأس جدير الحدودي»، بينما قال شهود تونسيون إن «اشتباكات تدور على بعد بضعة كيلومترات من المعبر الحدودي الرئيسي إلى تونس». وأوضح أحد الشهود أن «اشتباكات وقعت عند أبو كماش»، وأنه سمع «دوي انفجارات عنيفة من تلك المنطقة». دخول الزاوية: ميدانياً أيضاً، أكد مسؤول في الثورة الليبية أن «الثوار توغلوا حتى وسط مدينة الزاوية جنوب غرب طرابلس». وقال ممثل الزاوية في المجلس الوطني الانتقالي ان «الثوار نجحوا في الوصول إلى وسط مدينة الزاوية قبل حلول الليل». وأفاد مراسل وكالة «رويترز» أن «مقاتلي المعارضة يسيطرون على وسط بلدة الزاوية على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة الليبية». وقال انه شاهد «نحو 50 مقاتلًا من المعارضة قرب سوق الغلال الرئيسي وهم يهتفون بالتكبير ورفع أحدهم علم الثوار فوق منارة مسجد بعد أن رمى بعلم النظام الليبي من فوق». وقال الثوار انه «مازالت هناك قوات موالية للعقيد القذافي في البلدة منهم قناصة». وترددت أصداء النيران من حين لآخر، ولكن لم يكن هناك قتال مكثف. وقال أحد المقاتلين بينما كان يشير إلى علامة طريق تدل على الطريق السريع بين الزاوية وطرابلس: «أنا متأكد ألف في المئة من أننا سنسيطر على الزاوية، ثم ننتقل إلى طرابلس غداً». وهذا الموقع هو أقرب جبهة للثوار إلى طرابلس منذ بدء الانتفاضة ضد القذافي. وستتيح السيطرة على الزاوية للثوار السيطرة على الطريق الساحلي السريع وهو الرابط الرئيسي بين العاصمة والعالم الخارجي. وكان نظام القذافي «كذّب» الأنباء التي تحدثت عن سقوط وسط الزاوية بقبضة الثوار، إلا أن صوراً وتقارير مراسلي وكالات الأنباء الميدانيين أظهرت عكس ذلك. الجبهة الشرقية: وعلى الجبهة الشرقية، استمر القتال أيضاً في البريقة ومصراتة، حيث يواصل الثوار محاولاتهم السيطرة على المدينة النفطية الواقعة غرب بنغازي. وقالت مصادر طبية في مستشفى أجدابيا إن «21 من الثوار قتلوا وأصيب نحو 50، كما قتل ستة من جنود قوات القذافي خلال اليومين الماضيين». وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن «غارة شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي قتلت ستة رجال في البريقة»، وقال الحلف إنه «استهدف عربتين مصفحتين هناك»، وفي مصراتة قتل ستة من مقاتلي الثوار في معارك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كما قتل ثلاثة ثوار غرب المدينة حيث يقاتلون للسيطرة على زليتن غربي مصراتة، كما قتل ثلاثة معارضين آخرين في معارك مع قوات القذافي في بلدة تاجوراء إلى الجنوب. تحديث 15 أغسطس 2011- 15 رمضان 1432 ه