طرحت صحيفة «الغارديان» البريطانية فرضية اغتيال العقيد معمر القذافي في الغارة الاطلسية التي أودت بحياة نجله سيف العرب مشيرة الى وجود جو من الوجوم والتساؤل الحذر لدى أنصاره حول مصير زعيمهم خاصة ان روما بررت قصفها للقذافي في حال تواجده في «هدف عسكري». وقالت «الغارديان» إن عدم ظهور القذافي سواء في التلفزيون أو في جنازة سيف العرب غذى الشكوك الحائمة حول مصيره. وأضافت أن أنصاره يجوبون شوارع طرابلس متسائلين عن مصيره ومعبرين عن استيائهم الكبير من الحصار الأطلسي على ليبيا. ونقلت عن أحد الأشخاص قوله: غياب القذافي أمر غريب، إنه لم يحضر جنازة نجله، أعتقد أنها كانت جنازته هو وليس ابنه. بيد أن مسؤولين ليبيين أرجعوا غياب القذافي عن جنازة نجله وثلاثة من أحفاده لأسباب أمنية معتبرين ان القصف الذي طال منزل العقيد كان محاولة لاغتياله. وأضاف أحد كبار المسؤولين ان محاولة تصفيته أمر واضح وأعتقد أن مسؤوليه الأمنيين أبلغوه بضرورة عدم الظهور كثيرا في الفترة الحالية لكنه أعرب عن دهشته من صمت العقيد الى حد هذه الفترة. وعلقت الصحيفة عن هذا الأمر بالقول: ومهما كانت الأسباب فإن انصار القذافي بدؤوا يتكيفون مع الحياة دون أن يكون زعيمهم في «القلب». ونسبت الى مسؤول ليبي رفيع قوله: ان ليبيا تغيرت والكل يدرك حقيقة هذا الأمر، ولو تمت الاصلاحات فور مطالبة الشعب بها لما تخلت الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي عنا ولما عشنا هذه الفوضى مؤكدا أن الموقف جامد ولابد ان يتغير. بدوره، اعتبر وزير الدفاع الايطالي أغنانسيو لاروسا أنه من الشرعي قصف الأهداف العسكرية التي قد يلجأ إليها العقيد الليبي. وأضاف لاروسا أن الأهداف العسكرية لا تقصف ولا تحدد حسب وجود أو عدم وجود شخص معين وانما وفق قرار الأممالمتحدة. وتابع أن أهداف الطائرات الايطالية هي أهداف عسكرية خارج المدن وأن روما لا تنوي المشاركة في غارة على أهداف داخل المدن باستثناء الحالات الاستثنائية الحرجة. وردا على سؤال عن مصير القذافي، قال المسؤول الايطالي انه ليست لديه اية معلومات خاصة مما يحمله على الافتراض بأنه ليس هناك شيء جديد، من جهتها، رفضت الخارجية الفرنسية تأكيد أو نفي أنباء مقتل أو اصابة العقيد الليبي معمر القذافي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فالير إن بلاده لم تعد لديها اتصالات رسمية مع نظام القذافي منذ اغلاق السفارة الفرنسية في طرابلس واعادة ديبلوماسييها الى فرنسا.