باريس لندن وكالات رفضت وزارة الخارجية الفرنسية تأكيد أو نفي المعلومات التي تشير إلى احتمال مقتل أو إصابة العقيد الليبي معمر القذافي خلال الهجوم الذي شنته قوات حلف الشمال الأطلسي قبل أيام وأسفر عن مقتل أحد أبناء القذافي وثلاثة من أحفاده، حيث إن القذافي اختفى منذ هذا الهجوم ولم يظهر من بعدها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في تصريح له أمس إنه ليست لديه معلومات بشأن الوضع الشخصي للقذافي. وأشار المتحدث إلى أن فرنسا لم تعد لديها اتصالات رسمية مع نظام القذافي منذ إغلاق السفارة الفرنسية في طرابلس وإعادة الدبلوماسيين الفرنسيين إلى البلاد في 26 فيفري الماضي. يأتي ذلك فيما تساءلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، عن سبب اختفاء العقيد الليبي معمر القذافي عن الأنظار منذ مقتل نجله سيف العرب القذافي خلال غارة جوية لطائرات حلف شمال الأطلسي منذ عشرة أيام. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مقاتلات «الناتو» عاودت شن هجمات جديدة واستهداف مواقع فى طرابلس مساء الاثنين الماضي وذلك للمرة الأولى منذ تنفيذ الغارة التى شنها الحلف على منزل نجل القذافى مؤخرا. وقالت: «إن أنصار القذافي يجوبون شوارع طرابلس التي يحكمها القذافي منذ 42 عاما، متسائلين عن مصير قائدهم، ولماذا لم يظهر حتى الآن منذ مقتل نجله، وفي الوقت ذاته يعربون عن استيائهم الشديد من الحصار المفروض من قبل الأممالمتحدة». ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص في طرابلس قوله «إن غياب القذافي يعتبر غريبا، خاصة أنه لم يحضر جنازة نجله، واعتقد أنها كانت جنازة القذافي وليس ابنه». وأرجع مسؤولون ليبيون غياب القذافي عن جنازة نجله وثلاثة من أحفاده إلى أسباب أمنية، مؤكدين أن القصف الذي تعرض له منزل القذافي كان محاولة لاغتياله. وقال أحد كبار المسؤولين الليبيين في هذا الصدد «إن محاولة اغتياله أمر واضح، واعتقد أن مسؤوليه الأمنيين أبلغوه بضرورة عدم الظهور كثيرا في الفترة الحالية»، وفي الوقت ذاته أعرب عن دهشته من صمت القذافى حتى الآن». وأشارت الغارديان إلى أنه مهما كانت الأسباب فإن الموالين للقذافي بدأوا في التكيف على الحياة بدون أن يكون زعيمهم في القلب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ليبي رفيع المستوى قوله «إن ليبيا قد تغيرت والكل يدرك ذلك، ولو تم الإعلان عن الإصلاحات فور مطالبة الشعب بها لما تخلت عنا الجامعة العربية وأوروبا ولم نكن لنصبح في هذه الفوضى»، مشيرا إلى أن الموقف في جمود ولابد أن يتغير».