تعتبر معتمدية الكريب من أهم المناطق المنتجة للحبوب بكامل ولاية سليانة وذلك بعد أن حباها اللّه بأرض خصبة. الموسم الفلاحي لهذه السنة يبشر بألف خير خاصة بعد نزول كميات محترمة من الغيث النافع خلال منتصف شهر أفريل الفارط مما أعاد الطمأنينة الى نفوس الفلاحين بالجهة بعد سنوات عجاف كبدتهم ديونا ومصاريف طائلة. منطقة الكريب تحيط بها الزراعات الكبرى من كل الجهات وأغلبها محاصرة بسلاسل جبلية أين يتكاثر بها الخنزير، لذلك شهدت عديد الحقول وخاصةمنها الزراعات السقوية مثل زراعة الجلبانة والدلاع والبطاطا في المدة الأخيرة غزو الخنزير الوحشي الذي يتواجد بكثافة بجبال المنطقة ويقوم بإتلاف محاصيل الزراعات السقوية، الشيء الذي بعث حيرة وقلق في نفوسهم خاصة وأنهم عاجزون عن التصدي له. أما طائر «البزويش»، فهو الآخر بدأ يساهم في إتلاف المحصول الموسمي للحبوب وذلك بعد أن تكاثر بشكل ملفت للانتباه مما بعث الحيرة لدى كافة الفلاحين إن لم يقع التصدي له في أقرب الآجال من قبل وزارة الاشراف شأنه شأن الخنزير. الصابة خلال هذه السنة بالنسبة إلى معتمدية الكريب قد تمكن الفلاح من التخلص من الديون المتراكمة في كل موسم وتوفير يد عاملة موسمية بالنسبة الى العاطلين عن العمل سواء عند جني المحصول أو عند تجميع «الڤرط» أو بالنسبة إلى الدولة عندما تستغني عن توريد بما قيمته 500 مليون دينار من الحبوب. وبما أنّ صابة الحبوب سوف تمس كل الأطياف وتنعش بالتالي الدورة الاقتصادية لبلادنا خلال هذه السنة التي تعد استثنائية. فالمحافظة عليها أصبح واجب وطني لكل الفئات العمرية والاجتماعية من أجل غد أفضل لبلادنا.