بحثا عن الغذاء غادرت أسراب «البزويش» سطوح البناءات لتفتك بجانب من مزارع القمح القريبة من مواقع أعشاشها متحينة فرصة نمو السنابل لاسيما القمح البدري لتقتات منها غير مكترثة بما تلحقه من أذى بالمحاصيل ومن انشغال وحيرة لدى المزارعين الذين أعيتهم الحيلة في مكافحة ومطاردة عصفور السطح الذي لم تنفع مع طلعاته لا الفزّاعة ولا الأصوات والضجيج الصاخب الذي يتم إطلاقه لتهريبها. وقد زاد حضوره هذا الموسم من وتيرة مخاوف الفلاحين على سلامة منتوجهم الذي بعد أن عانى من نقص الأمطار واكتساح بعض الأمراض الفطرية ها أنّ البزويش يتربص به ليقاسم الفلاح قسطا من محاصيله المتدنية أصلا في بعض المناطق. ويجد البزويش في مثل هذه الفترة من الموسم- في انتظار مزيد التقدم نحو موسم الحصاد- الفرصة السانحة «للتعشعيش» على حساب المزارعين الذين وإن ألفوا تحليقه فوق المزارع والذي لا يعد معطى دخيلا على المشهد الزراعي المعتاد فإنّ وطأة حضوره في المواسم الصعبة على عدد من المنتجين تبدو أكثر وقعا وفي هذا الصدد أوضح أحد المتابعين للشأن الفلاحي أنّ المكافحة الناجعة لهذا العصفور تبدو صعبة على اعتبار تعوّده بسرعة على أساليب التدخل المبتكرة لتهريبه، خصوصا وأنه خلافا لعصفور الزيتون المعروف بال «زرزور»تصعب مباغتته لاصطياده، كما أنّ القضاء عليه غير وارد عبر استعمال المبيدات أو غيرها لرفض الفلاحين الفطري لهذه الممارسات واعتبارهم ذلك شكلا من أشكال الإخلال بالبيئة والطبيعة. في ذات السياق اعتبر مصدر من اتحاد الفلاحين أشكال المقاومة الكيميائية غير مطروحة بالمرة في هذا المجال. مبينا أنّ المقاومة الناجعة يجب أن ترتكز على حمل العصفور على بناء عشه بعيدا عن حقول الحبوب، وحتى هذه ليست معتمدة كثيرا لقناعة الفلاح رغم تذمراته بأن لكل كائن حي مصدرا لقوته .. وعن الأضرار التي يلحقها بالمحاصيل تعذر علينا الحصول على نسبة محددة لكن ذلك لم يمنع مصدرنا من الإقرار بالحرف الواحد» بأنه يأكل بكثرة خاصة المحصول البدري..».