أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي أمس أن الحلف سيلعب دورا رئيسيا في «ليبيا ما بعد القذافي» متوقعا سقوط العقيد قريبا، فيما رجحت روما اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة إيقاف ضد الزعيم الليبي معمر القذافي نهاية الشهر الجاري الذي أكدت أنه غادر طرابلس الى جهة غير معلومة وأنه أصيب في غارات «الناتو». وردّ العقيد القذافي على أنباء إصابته وفراره بظهور على التلفزيون الليبي قال فيه للغرب: «أنا في مكان لن تستطيعوا الوصول إليه». جاهزون لتقديم «المعونة» وقال اندرس فوغ رامسوسن : اعتقد ان الحلف سيلعب دورا مساعدا في مرحلة البناء الديمقراطي في ليبيا وفي حقبة ما بعد القذافي. وأشار الى ان دور الحلف لن يتوقف عند سقوط القذافي فإذا طلب منا المعونة فإننا جاهزون لتقديمها، ذلك ان الاصلاحات في الجيش وفي قطاع الامن عنصران مهمان في عملية التحول نحو الديمقراطية. وأضاف أن الحلف يزخر بالخبرات الكافية في اصلاح الجيش وقطاع الأمن وهو مستعد لتقديم الدعم. وعن الوقت الذي قد تستغرقه مهمة الحلف في ليبيا قال: لا يمكنني التكهن او تحديد موعد لنهاية العمليات لكن من الواضح أننا نريد حلا في أقرب وقت ممكن، والحل ليس عسكريا فقط. وشدد راسموسن على حاجة الحلف الى عملية سياسية تزيد من حدّة الضغط على نظام القذافي وتدعم المعارضة معربا عن اعتقاده بأن تزاوج الضغط العسكري بالسياسي سيؤدي الى انهيار نظام القذافي. وفي حديث عن العمليات العسكرية في ليبيا قال الأمين العام ل«الأطلسي» إن قصف الناتو ساهم بدرجة كبيرة في تقليص قدرات الآلة الحربية للعقيد وبالتالي حماية المدنيين الليبيين. مضيفا: لقد قمنا خلال عملياتنا بستة آلاف عملية قصف، نصفها جوية استهدفت مواقع مهمة وأدت الى إحراز المعارضة تقدما ميدانيا ملحوظا. وجدد التأكيد بأن «الأطلسي» لا ينوي تقديم الاسلحة الى الثوار الليبيين. وقال في هذا الاطار : عملياتنا في ليبيا تهدف الى تنفيذ القرار الدولي من خلال حماية المدنيين واتخاذ كافة التدابير للقيام بهذا الامر وفرض منطقة حظر جوي وفرض حظر على دخول السلاح. وتجاهل راسموسن الاجابة عن سؤال ما اذا كان «الأطلسي» يعتبر مقر القذافي (باب العزيزية) مركزا وهدفا عسكريا زاعما ان الحلف حريص على عملية تحديد المواقع العسكرية وينصب تركيزه على هذه الأهداف فحسب. مذكرة إيقاف من جهته، رجّح وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اصدار المحكمة الدولية مذكرة ايقاف بحق القذافي نهاية الشهر الجاري، مشيرا الى ان المذكرة ستشمل بعض رموز النظام وربما بعض أقاربه. وأعرب عن اعتقاده بأن القذافي فرّ من العاصمة طرابلس ولكنه لا يزال في ليبيا. وقال فراتيني في مقابلة صحفية : إن شيئا واحدا مؤكدا وهو ان الضغوط الدولية دفعت القذافي الى اتخاذ قرار بالاحتماء في مكان أكثر أمنا. وأشار الى أن كل ما يحدث داخل النظام الليبي حاليا مصدره تأثير الضغط الدولي والذي أدى الى حصول انشقاق داخل صفوف النظام الليبي وهو ما كنّا نأمل به. وأكد أنه يصدق ما أبلغه به الأسقف الكاثوليكي في طرابلس جيوفاني مارتينللي بأن القذافي أصيب خلال غارات «الأطلسي» وانه يبحث عن مكان آمن خارج العاصمة طرابلس. وأضاف انه لن يكون من المتصور بعد هذا الامر الحديث عن خروج القذافي من السلطة ومن البلاد حيث ستقع على عاتق الاسرة الدولية برمتها التزامات قضائية بملاحقة القذافي كما حصل للزعيم الصربي ميلاسوفيتش والبوسني الصربي ميلاديش. وأوضح ان هناك شركاء محاورين في المنطقة الغربية من أجل قيام حكومة وحدة وطنية، مشيرا الى أنه من الناحية الديبلوماسية لدينا أفكار واضحة وهي ان المهمة العسكرية يجب ان تنتهي بمجرد انطلاق عملية احلال الديمقراطية وتشكيل جمعية وطنية تأسيسية تشمل كافة المناطق. وتوقع فراتيني انتهاء العملية العسكرية خلال الاسابيع الثلاثة القادمة أي في موفى الشهر الجاري في المقابل نفى الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم صحة أنباء اصابة القذافي أو فراره من طرابلس واصفا اياها بالتخمينات. بدوره، أعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أمس أنه سيطلب بعد غد الاثنين من القضاة اصدار مذكرات إيقاف ضد ثلاثة أشخاص ليبيين يبدو أنهم يتحملون مسؤولية كبيرة في اقتراف جرائم ضد الانسانية.