قرر حلف شمال الأطلسي أمس تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية سبتمبر المقبل فيما شنت مقاتلاته هجمات مكثفة على ضواحي العاصمة الليبية طرابلس ومحافظتي «الزنتان» و«مصراتة» وسط أنباء عن اشتعال لهيب الثورة في البلدان المتاخمة والمطوقة لطرابلس في ظل اتهامات للعقيد القذافي بتحريض ميليشياته على أهالي «زليطن»، غرب البلاد. وهز انفجار ضخم مساء أمس مدينة بنغازي، وأكد شهود عيان أن التفجير تم بسيارة مفخخة استهدفت فندق «تبيستي» الذي يستضيف عادة الوفود الإعلامية والديبلوماسية. وأضافوا أن التفجير أدى إلى احتراق 5 سيارات بالكامل. وأعلن الأمين العام للحلف أندرسفوغ راسموسن أن «الأطلسي» وشركاءه قرروا تمديد مهمتهم العسكرية 90 يوما بعدما كان من المفترض ان تنتهي في 27 جوان الجاري. رسائل «أطلسية» وقال راسموسن: هذا القرار يبعث برسالة واضحة لنظام معمر القذافي بأننا مصممون على مواصلة عملياتنا من أجل حماية الشعب الليبي. وأردف: قرارنا يوجه رسالة واضحة أيضا الى الشعب الليبي بأن حلف شمال الأطلسي وشركاءه والمجموعة الدولية بأسرها تقف الى جانبه. واعتبر ان مسألة اسقاط نظام العقيد لا تعدو ان تكون مسألة وقت مشيرا الى أن الأطلسي مصمم على تمكين الشعب الليبي من رسم مستقبله بنفسه ويوم التمكين هذا يقترب حسب تعبيره. وشنت مقاتلات الأطلسي الليلة قبل الماضية وفجر أمس الاربعاء هجمات وغارات مكثفة على طرابلس وسمع دوي ستة انفجارات في المدينة. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم ان 718 مدنيا قتلوا وأصيب 4067 في غارات «الأطلسي» في الفترة الممتدة بين 19 مارس و26 ماي الماضي. وأضاف ان رحيل القذافي هو «الحل الأسوء بالنسبة الى ليبيا، فرحيل القائد يعني انعدام صمام الأمان». ونفى أن يكون الرئيس الجنوب افريقي جاكو بزوما قد تطرق مع القذافي الى موضوع تنحي الأخير عن السلطة. موجة انتقامية وألمح ابراهيم الى موجة انتقامية لأنصار القذافي ضد أعضاء المجلس الانتقالي. وقال في هذا السياق حتى وان تجلى حل توافقي للأزمة الليبية فإن قادة المعارضة مثل مصطفى عبد الجليل قد يتم استهدافهم من قبل الموالين للقذافي مضيفا ان عبد الجليل لن يكون في مأمن داخل ليبيا سيقتل. وعلقت صحيفة «الديلي تلغراف» على هذا التصريح وعلى مؤشرات ميدانية أخرى بأن نظام القذافي يخطط لموجة من الهجمات الانتقامية مطلقة العنان اذا ما أجبر على ترك منصبه. وأضافت ان القذافي يريد تحويل ليبيا الى جحيم في حال دخلت القوات الأطلسية الى البلاد. «زليطن» تكابد وتقاوم بدورها، أكدت وكالة «رويترز» الاخبارية بأن العقيد القذافي سلح مجرمين للقضاء على انتفاضة أهالي «زليتن» وهي واحدة من بين ثلاث بلدات تفصل مدينة مصراتة عن العاصمة طرابلس. ونسبت الوكالة الى متحدث باسم المقاتلين الثوار قوله ان القوات الموالية للقذافي تجند المجرمين الذين تتمثل مهمتهم في إلقاء القبض على أي شخص يشتبه في كونه مقاتلا في صفوف المعارضة وترويع السكان. وأضاف: لقد ملأت كتائب القذافي المدينة بتجار المخدرات والمجرمين وغيرهم من «الأفاقين»، أعطوهم الأسلحة والقنابل اليدوية لقمع سكان «زليتن» الى جانب الاعتقالات والترويع... إننا نسمع بين الفينة والأخرى عن حالات اغتصاب. ويرى محللون أنه في حال تأكد ثورة «زليتن» و«الخمس» و«القرة بوللي» فإنها ستشكل طوقا ثائرا يجهز على نظام القذافي في طرابلس. يذكر أنه لا توجد وسيلة تذكر للتحقق من الوقائع المذكورة من قبل المتحدث باسم الثوار الا أن سكانا في أماكن متعددة تحدثوا عن ذات الجرائم وعن نفس أنواع المجرمين. وأكد المتحدث أنهم يتصدون بجرأة لعمليات القذافي في «زليتن» قائلا ان الكتائب تسيطر على البلدة صباحا ونحن نسيطر عليها مساء...