هل هو الروتين الإداري في العهد السابق، أم هو الاستهتار بمصالح المواطنين والمستثمرين ؟..وإذا كان الأمر كذلك وهو فعلا كذلك، هل بالإمكان التدارك الآن بعد ثورة 14 جانفي ؟. أمل السيد لمجد مروان مستثمر سياحي بصفاقس كذلك، وعلى هذا الأساس وجه العديد من رسائل الإستغاثة سواء إلى لجنة تقصي الحقائق أو لوزارة الشؤون الاجتماعية والمالية وغيرها من المصالح المعنية وأمله كبير في اتخاذ إجراء عاجل ينقذ مؤسسته السياحية التي ما كان لها وأن تكون لولا الوعود الزائفة التي تم تقديمها سابقا والتي جعلت السيد لمجد مروان يتخبط في خسارة قدرها 400 مليون والسبب هو الروتين الإداري.. الهدف من عرضنا لهذا الموضوع، هوتحسيس الجهات المعنية بمعاناة بعض المستثمرين بسبب الوعود الزائفة وعدم اكتراث الإدارة بعامل الزمن وتبعاته..كما نحرص من خلال الموضوع تحسيس كل من يهمهم الأمر وإشعارهم بضرورة التدخل العاجل لفائدته ولفائدة المتضررين وما أكثرهم، مع ضرورة الاجتهاد في التراتيب والقوانين حتى لا تكون حجرة عثر في وجوه المستثمرين.. المتضرر هومهندس بالأساس، وقد اشتغل في التدريس بفرنسا التي عاد منها على ضوء مشروع ضخم كانت تنوي بلدية صفاقس إحداثه يتمثل خاصة في المنطقة الترفيهية بشط القراقنة..لم تغره الكلمات الرنانة، بل اتصل بالجهات المعنية بفرنسا وتونس وحصل على الورق على كل الضمانات وخاصة كراس الشروط التي تؤكد إنشاء منطقة ترفيهية بالمكان ستشكل قطبا سياحيا وترفيهيا بالمكان.. بعد حصوله على الموافقة المبدئية وفي سنة 1999، كون شركة «القارب الصغير» وعاد بزوجته الفرنسية إلى أرض الوطن، ورصد ما قيمته 270 ألف دينار في شكل تمويل ذاتي و330 ألف دينار في شكل قروض بنكية..إلا انه وبعد أن تورط ماديا فوجئ بتأخير في إسناد الرخصة رغم حصوله على كل الضمانات في البداية.. 3 سنوات قضاها المهندس المستثمر ينتظر الموافقة، وفي كل هذه الفترة كان يدفع معلوم الكراء ورواتب العمال والفنيين، كما كان يسدد الفوائض البنكية والمطعم السياحي مغلق في وجوه الحرفاء.. بعد 3 سنوات، تحصل على الترخيص، لكن المشروع السياحي والترفيهي لم تنفذه البلدية صاحبة الفكرة وتحول فضاؤه السياحي إلى مجرد مطعم في مكان معزول رغم إقرارنا بأهمية الفضاء وقربه من البحر.. الديون تراكمت، والفوائض البنكية تضاعفت، وأمل صاحب فضاء القارب الصغير الذي تقدم بمطلب في التسوية، الاجتهاد في القانون وتدخل الدولة لحماية المشروع الذي من أجله خسر 11 عاما من عمره وفرط في مهنته الأصلية استجابة لنداء الوطن ودعما للسياحة التونسية.. تونس 14 جانفي تغيرت، وأمل صاحب المؤسسة ليس بعسير على دولة حريصة على حماية كل أفراد الوطن وكل المستثمرين دعما للإقتصاد الوطني الذي يحتاج إلى قوانين وتراتيب جديدة واجتهادات في القوانين الموجودة..المهم الإسراع بكل هذا مع المتضرر وغيرهم من المتضررين وما أكثرهم.. بقي أن نشير إلى أن منطقة شط القراقنة التي كان من المفترض أن تتحول إلى قطب سياحي وترفيهي في مدينة تفتقر إلى مثل هذه المشاريع، إلا أن الفضاء تحول إلى مجرد شارع خال من كل المقومات السياحية والترفيهية..