أطلق مهاجر تونسي يدعى محمود بن علي ساتاي، عاد من ألمانيا بعد 45 سنة من الهجرة، نداء استغاثة، الى كل من مصلحة التراتيب بوزارة الداخلية، ووزارة السياحة والصناعات التقليدية، لانقاذ مشروعه السياحي «مطعم الدلفين الأبيض» الذي أقامه بمسقط رأسه مدينة المهدية بعد عودته النهائية من ديار الغربة حيث عمل بالليل والنهار ليجمع المال الكافي، لانجاز مشروعه بالضاحية السياحية القريبة من بلدة رجيش الذي كلفه انفاقا ماليا يفوق المليار... محمود ساتاي اتصل بنا في مقر الجريدة وذكر أن منطقة الأمن الوطني بالمهدية وضعت مشروعه قيد إغلاق قسري منذ شهر ماي 2009 مع ما رافق ذلك من تعطيل عن العمل سبب ل12 عاملا قارا و10 عمال موسميين، أضرارا معيشية لا تحسد عليها عائلاتهم وذلك لأسباب ظلت مجهولة الى الآن... ولم يخف السيد محمود ساتاي أن يكون صناع هذه الأسباب من بين الذين تمسحوا قبل ثورة 14 جانفي 2011، على أعتاب قصور العائلات الحاكمة في تونس، يخدمون مصالح أفرادها ويأتمرون بأوامر ذويهم وبطانتهم الغارقة في مستنقعات الرشوة والمحسوبية. وأضاف صاحب المطعم أنه تظلم لدى السيد والي المهدية الذي أنكر في ثاني لقاء أجراه معه قبل شهر في مقر الولاية، وجود هذا المطعم بحالة اغلاق... اذ قال له بالحرف الواحد «علمت أن مطعمك يشتغل، ثم استطرد فقال: من المحتمل أن تكون لأسباب غلق المطعم علاقة بالخمر الذي يباع هناك»... في اشارة الى بروز مانع غير قانوني، يتمثل في وجود مبيتات جامعية بصدد البناء بالقرب من بناية مطعم الدلفين الابيض. والعكس صحيح، فالمطعم مغلق حسب افادة صاحبه منذ شهر ماي 2009، بإرادة من كانوا يخدمون في ذلك الوقت مصالح عائلة الرئيس التونسي المخلوع، ويأتمرون بأوامر ذويه وبطانتهم الغارقة كلها في مستنقع الرشوة والمحسوبية، ومن الطبيعي، بل من البديهي أن يباع الخمر في المطاعم السياحية لضفة البحر «القبلي» لمدينة المهدية على غرار ضفة البحر «الجبلي» التي تزخر بالفنادق السياحية الراقية والمطاعم و«النايت كليبات» التي لا يفصلها عن منازل المواطنين سوى الطريق السياحية المعبدة، بينما تبعد المبيتات الجامعية التي تقام حاليا بالمنطقة السياحية القبلية لمدينة المهدية عن مطعم المواطن المستثمر محمود ساتاي بحولي 1000 متر تقريبا؟؟... ويذكر أن مطعم «الدلفين الأبيض» ظل يشتغل لمدة 10 سنوات كاملة، في مجال تقديم خدمات المطعمة الجيدة للسياح الأجانب. وفي سنة 2008 طلبت المندوبية للسياحة بالمهدية من مالك هذا المطعم، انجاز تحسينات شملت عديد المرافق مثل المطبخ وقاعات الأكل والحانة وغيره...، وبالفعل أنجز السيد محمود ساتاي ما طلب منه، وذلك بكلفة مالية بلغت حدود 45 ألف دينار، وقد وجه في الغرض خطابا الى مندوبية السياحة يلتمس فيه زيارة المطعم لاجراء محضر تفقد ومعاينة، وظل ينتظر أن يجود الخيرون عليه بالزيارة المرتقبة الى أن نزل السيف ليقطع خيوط الأمل في عودة مطعم الدلفين الأبيض الى سالف نشاطه وحيويته، اذ تم سحب الرخصة من مالكه... وبسؤاله عن السبب تضاعف العجب؟؟... حيث أعلمته الادارة العامة للديوان التونسي للسياحة بقرار السحب وعللت ذلك بعدم انجاز ما طلب منه من تحسينات، ليتضح في مرحلة لاحقة أن الخطاب الذي طالب فيه بزيارة تفقد ومعاينة، ظل بفعل فاعل سجين مكتب أحد الأعوان بمقر المندوبية الجهوية للسياحة بالمهدية لمدة 7 أشهر، ولم يقع توجيهه كالعادة الى الادارة العامة للديوان التونسي للسياحة بتونس، ما يعني أن المتظلم أنجز ما طلب منه وأن التقصير سببه العون الذي أبقى الخطاب بدرج مكتبه، مما فوت على السيد محمود ساتاي حقه في استرجاع رخصته؟؟... محمود ساتاي الذي تعرض الى صعوبات جمة خلال سعيه الى استرجاع حقه المسلوب في رخصة مطعم الدلفين الأبيض بالمهدية، ذكر لنا أيضا أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية، استمعت الى ندائه في مستوى مدير ديوان الوزير والملحق الاعلامي ومدير الانتاج بالديوان الوطني التونسي للسياحة والمندوب الجهوي للسياحة بالمهدية ومن نتائج ذلك أن تشكلت لجنة فنية أدت زيارة تفقد ومعاينة ثانية طالبت بتحسينات أخرى طفيفة تم انجازها في الابان في انتظار ما هو منتظر في قادم الأيام من عراقيل وصعوبات يأمل صاحب مطعم الدلفين الأبيض ان لا تطرأ على السطح مجددا بحجة أو بأخرى؟؟...