النجم في رحلته إلى نيجيريا نجح في امتصاص اصرار نادي اينمبا وأرغمه على التعادل بفضل حنكة كل اللاعبين الذين خبروا الأندية الافريقية وفي مقدمتهم الحارس الكبير ايجيد أوستين ودفاعه المتين بقيادة لطفي السلامي... النجم عاد من مدينة آبا وفي جرابه نقطة وهي عنوان الحفاظ على العذارة وانجاز ليس بالمسألة الهينة لكن النجم جعله أمرا مقضيا. لم ينتظر النجم طويلا ليفك رموز الشك والحيرة التي رافقت أحباءه في الأيام الأخيرة التي سبقت رحلة نيجيريا.. النجم ولكي يخمد أنفاس تطلّع لاعبي اينمبا إلى الفوز وهو العليم بالقدرات والامكانات الفنية الكبيرة لممثلي كرة القدم النيجيرية.. أبناء مراد محجوب مدركون أن أول شيء يجب القيام به هو إرغام لاعبي اينمبا على إتباع نسق بطيء وذلك بالقيام بمحاصرة فردية وجماعية لصيقة أجبرت منافسيهم على استعمال أكبر عدد ممكن من التمريرات فيكون النسق بطيئا بصفة تمكن مدافعي ولاعبي وسط ميدان النجم من تطويق كل المحاولات الهجومية التي كان يقودها الثنائي اللامع المؤلف من ايزوبا وموسى محمد. **حذر... وجرأة مراد محجوب وفي ثاني مباراة افريقية له مع النجم وضد نفس المنافس أظهر أنه يعرف كل شيء عن فريقه حيث وزع المسؤوليات في الدفاع والوسط والهجوم حسب ما اقتضته مجريات المباراة. محجوب اعتمد في خطته الخلفية أمام الحارس أوستين على خبرة غزال والسلامي في محور الدفاع وصابر بن فرج في الرواق الأيمن ورافقه فيه عمار كالابان.. في الرواق الأيسر تحرك محمد الميلادي ليميل إليه المهذبي لمساعدته دفاعا وهجوما.. أمام المحور الدفاعي تحصن أحمد الحامي ومروان البكري. أما الهجوم فتكفل به كانديا تراوري وايميكا أوبارا.. كل هذا يعني أن المدرب مراد محجوب اختار الحذر والجرأة في نفس الوقت حتى أنه عرف كيف ينشر لاعبيه على الميدان فتمكن من مباغتة نادي اينمبا قبل الوقوف بكامل الندية أمام هذا المنافس النيجيري إن لم نقل فاقه في مناسبات كثيرة خاصة في الشوط الأول. **الخبرة تلعب دورها الشوط الثاني من هذه المباراة وبعد انقضاء دقيقته الرابعة أهدى الحكم البينيني كوفي كودجا ضربة جزاء أعادت الأمور إلى نصابها في النتيجة قبل أن تعيد الفريق المحلي في اللقاء ويعرف النجم في المقابل بعض الصعوبات حيث لاح الارهاق على زملاء ايميكا وأصبحت تحركاتهم بطيئة نسبيا. مع مرور الدقائق وسعي أبناء النجم للمحافظة على نتيجة التعادل عاش ممثل كرة القدم التونسية لحظات حرجة وتعدد سوء التمركز في الدفاع لكن الهجوم النيجيري فشل في استغلال هذه الهفوات. وقد لعبت خبرة الحارس أوستين وحكيم البرقي على وجه الخصوص في امتصاص هيجان فريق اينمبا واحكام التصرف في الكرة وهو ما سمح للنجم بانهاء اللقاء على نتيجة التعادل (1 1) وبالتالي ضمان الترشح للمربع الذهبي بصفة مبكرة (قبل جولتين). **تفاديا للحمراء في أول ظهور له منذ الموسم الماضي كان اللاعب عماد المهذبي أحد رجال المقابلة قبل أن يكون وراء هدف فريقه الذي سجله زميله ايميكا أوبارا في الدقيقة الثانية من الشوط الأول اثر مخالفة.. المهذبي في هذا اللقاء أكد ان الخبرة لها كلمتها الأولى في مثل هذه المواجهات التدخلات العنيفة على هذا المهاجم المدافع أفقدته جانبا من تركيزه ليتحصل على انذار مجاني بسبب مناقشته لاحدى قرارات الحكم كوفي كودجا. وتفاديا للبطاقة الحمراء وحفاظا على سلامته من الاصابة فضل مراد محجوب تعويضه بحكيم البرقي. **20 ألف متفرج المقابلة واكبها حوالي 20 ألف متفرج أدخلوا على المواجهة جوا تنشيطيا بطابع افريقي، وعند تسجيل ايميكا أوبارا هدف النجم التزم هذا الجمهور الصمت المطبق ولم يعد إلى سالف حيويته وتشجيعاته إلا بعد إعلان الحكم كوفي كودجا عن ضربة جزاء خيالية فاجأت الجميع، لكن لابد من الاشارة أيضا إلى الروح الرياضية التي تحلى بها هذا الجمهور ومسؤولو فريق اينمبا الذين قدموا تهانيهم للنجم الساحلي بهذه النتيجة. **تحكيم منحاز لكوفي؟! تلاقت أصوات أحباء النجم على ضياع الفوز في هذه المباراة كما تلاقت عنه أخطاء الحكم البينيني كوفي كودجا بونافونتور الذي أظهر انحيازا مفضوحا إلى فريق اينمبا. فبالإضافة إلى تصفيره في اتجاه واحد فقد أهدى فريق إينمبا ضربة جزاء في وقت كان فيه النجم متقدما على منافسه في النتيجة وكأنه كان يبحث عن إعادة الفريق النيجيري في المباراة وهو الشيء الذي لم يفلح فيه بفضل استبسال زملاء لطفي السلامي وصمودهم طوال 93 دقيقة.