في الوقت الذي يفتح فيه الجنوب أحضانه للأشقاء الليبيين ويقتسم أهله الطيبون الرغيف وشربة الماء... وفي الوقت الذي تتحمل فيه مدينة الحناء والكرم قابس جزءا من أعباء هذا المجهود الانساني يصرّ البعض على أن يكون نشازا في قلب هذه الصورة الجميلة عبر سلوكيات غريبة عن أهل قابس. البداية كانت بالاعتداء على حرية الاعلام في نقل المعلومة ومنع الصحافة من التغطية المباشرة لمباراة مستقبل قابس ونادي حمام الانف. الموضوع استأثر ببعض الاهتمام الاعلامي ثم مر مرور الكرام دون أن يفتح تحقيق جدّي لمعاقبة المحرّضين على هذا التجاوز الخطير بكل المقاييس. لم يمر وقت طويل قبل أن نشهد حادثة أخرى تمثلت في الاعتداء على حافلة الاولمبي للنقل ثم كان «مسك الختام» بالاعتداء على حافلة النجم الخلادي واستعمال العنف مرّة أخرى . ما نعلمه جيدا هو أن أهالي قابس لا يقبلون اطلاقا هذه السلوكيات المنحرفة أو هذه «البلطجة» الطارئة التي خدشت صورة المدينة وما نعلمه أيضا أن مسؤولي «الجليزة» و«الستيدة» ليسوا في حاجة الى استعمال أساليب غير رياضية لتحقيق بعض النتائج أو لارسال بعض الرسائل غير المباشرة الى الرابطة والجامعة والمسؤولين عن شؤون كرة القدم التونسية... إذا كانوا لم يفعلوا ذلك سابقا فلا نظنهم يفعلون هذا الآن وما ننتظره بالتالي من ادارتي الفريقين تنديد واضح بما جرى للأولمبي وبني خلاد حتى لا تتكرّر الاعتداءات وحتى لا يشرّع الصمت العنف والفوضى. ونختم بالقول أننا نحب أهل قابس وأهل الجنوب بصفة عامة وما نتمناه هو أن نرى على أرض الواقع مبادرة «حضارية» لمعالجة هذا «الخدش» الذي يسمم العلاقات بين الرياضيين ويعطي انطباعا غير ايجابي عن الكرة التونسية