حوالي الساعة السابعة مساء تفطّن البعض من أهالي الروحية الى وجود عصابة مسلحة بالمنطقة فأعلموا قوات الجيش ليتحوّلوا على عين المكان حيث تمت المواجهة بينهم بالرصاص أسفرت عن قتل العقيد طاهر العياري والرقيب أول وليد الحاجي واثنين من الارهابيين الثلاثة واصابة خطيرة لأحد قوات الجيش ويدعى الصغير مباركي واصابة على مستوى اليد لآخر يدعى صلاح زغدود. «الشروق» تحدّثت الى المصاب صلاح زغدود والسادة عبد الحميد البريكي مدير المستشفى الجهوي بسليانة وسامي قدادة ناظر عام المستشفى. ووقفت عند بعض المعلومات التي تم ترويجها صباح أمس بعد وقوع الحادثة. حدثت المواجهة تحديدا بمنطقة «الحرايمية» من معتمدية الروحية وهي منطقة ريفية تبعد عن الحدود الجزائرية حوالي 150 كلم. وحسب شهود عيان كان الارهابيون يحملون حقائب تحتوي على كتاب قرآن وقنبلة يدوية ويحملون سلاحا من نوع «كلاشنكوف». وبعد انطلاق المواجهات بين الجيش والارهابيين وسقوط ضحايا هب أهالي الروحية بأعداد غفيرة محمّلين بأسلحة الصيد والعصي لمساعدة الجيش على مواجهتهم. وحسب مصادرنا حاولت قوات الجيش مسك الارهابيين أحياء ولكن شدة المواجهة واقدامهم على اطلاق النار بشدة جعلهم يلجأون الى قتلهم فكان ذلك وسقط اثنان منهم وسط مزارع الشعير. ونظرا الى أن هذه الفترة تتزامن مع موسم حصاده فقد تم منع النسوة صباح أمس من مواصلة الحصاد في انتظار وصول الهياكل المعنية بالتقصّي والأبحاث وعلمنا أن المصابين التونسيين تمّ نقلهم الى المستشفى الجهوي بسليانة حيث تلقّى كل من صلاح زغدود (من المدنيين) ومباركي الصغير (من الجيش الوطني) الاسعافات اللازمة. واتصلنا بالسيد عبد الحميد البريكي مدير المستشفى فأفاد أن المستشفى استقبل المصابين وتمّت إزالة الرصاصة من ذراع صلاح زغدود وإخضاع مباركي الصغير الى عملية جراحية لإزالة الرصاص الذي أصاب بطنه ليصل الى العمود الفقري وهو الى غاية حديثنا إليه (الساعة الواحدة زوالا) مازال تحت الرعاية الصحية اللازمة وتم إبلاغنا بأنه سيتم نقله الى المستشفى العسكري بالعاصمة لمتابعة العلاج. وتمّ لهذا الغرض تهيئة الأرضية لهبوط طائرة «الهيليكوبتر» التي ستقلّه الى المستشفى. وأفاد أنه منذ ابلاغ المستشفى بحدوث مواجهات تمّ تخصيص سيارات إسعاف على عين المكان لنقلهم وتمّ توفير كميات الدم الكافية وتخصيص ثلاثة أطباء جراحين وطبيبين في الاستعجالي وثلاثة في قسم العمليات وطبيب إنعاش وأربعة أطباء قسم استعجالي. ولم يخف مدير المستشفى الخوف من استقبال العديد من القتلى والجرحى ولكن كان اللّه رحيما بهذه المنطقة. وصرّح بأنه توجد متابعة لصيقة للوضع الصحي للمصابين والاتصالات متواصلة من الوزارة للاطمئنان والتدخل العاجل عند الغرض. وقال السيد سامي قدادة ناظر عام المستشفى الجهوي بسليانة إن الاطار الطبي وشبه الطبي يعمل منذ وصول المصابين على إسعافهم حيث تمّ إجراء عملية استعجالية على المصاب الصغير مباركي وحاليا يلقى الرعاية اللازمة في انتظار نقله الى المستشفى العسكري بالعاصمة. كما تم اخضاع المصاب صلاح زغدود 25 سنة الى عملية جراحية وينتظر أن يغادر اليوم المستشفى بعد التأكد من سلامته. وسألناه عما يروج من أخبار بالمنطقة حول ما حدث صباح أمس فأفاد أنه حسب روايات شهود عيان أن الارهابيين يستعملون سلاحا قادرا على قتل أكثر من شخص في وقت واحد، وانه بعد قتلهم ثبت أنهم يحملون الجنسية الليبية بجوازات سفرهم. وصرح بأن المنطقة وما لفّ لفّها تخضع حاليا الى عمليات تمشيط.