قرية طربخانة التابعة لمعتمدية سبيطلة وتبعد عنها 50 كلم, تعاني منذ سنوات خلت من العزلة التامة وفقدان ابسط ضرورات العيش الكريم, أهمهما الطريق الذي يمنح سكانها التواصل مع باقي المدن والماء الصالح للشراب الذي يبحثون عنه و لا يجدونه إلا بشق الأنفس. وتوجد طربخانة على بعد حوالي 7 كلم شمال الطريق الرابطة بين خمودة والعيون, ولكي يتنقل الأهالي لقضاء مآربهم من سبيطلة أو القصرين, فما عليهم إلا قطع هذه المسافة مشيا على الأقدام, وعند نزول المطر تعزل المنطقة بأسرها بين ثنايا جبل سمامة الذي يغرقها بمياه السيول من جهة الشمال. وفي الأحوال العادية, فقد ينتظرون الساعات على الطريق في انتظار سيارة ما قد تصل وتنقلهم إلى غايتهم, وقد لا يدركونها أبدا فيعودون من جديد الى ديارهم اذ ان النقل الريفي لا يصلهم لغياب طريق يصلهم بالطريق الرئيسية. زيادة على غياب الطريق, فان الأهالي يعانون من غياب مياه الشرب, فمنهم من يتمكن من شراء صهريج ماء ويخزنه في ظروف غير صحية تماما, بمقدار 25 دينارا للصهريج الواحد, ومن أعدمته الأموال فإنه يلتجئ إلى ثنايا جبل سمامة للبحث عن عين ماء جارية. لا يحلم أهالي طربخانة, الذين فاق عددهم الألفي شخص, سوى بطريق يصلهم بالعالم الخارجي وبحنفية ماء في كل بيت, حلم لم يدركوه في حكم النظام السابق, فهل تحققه لهم الثورة الآن؟