على صغر سنّه يعتبر الاعلامي الليبي أحمد الزنتاني من الصحفيين الناشطين جدّا في ليبيا فهو من شباب ثورة 17 فيفري الذي ثار ضد القمع الاعلامي المسلط على قطاع الصحافة وضد لجم الأفواه ومنع الكلمة الحرّة من الوصول الى الناس. التحق بخلية الاعلام والمطبوعات للمجلس الانتقالي ولعب دورا كبيرا في تأسيس أول صحيفة ناطقة باسم الثوار بمدينة الزنتان ويسعى مع زملائه الى بعث اذاعات محلية بدأ الكثير منها في البث في مدن نالوت والزنتان والمنطقة الغربية. التقيناه مع مجموعة من الاعلاميين في بوابة العبور بوازن ذهيبة فكان هذا الحوار. ٭ كيف يعيش الاعلاميون الليبيون هذه الحرب؟ نحن نعمل في ظروف صعبة لكننا مؤمنون بأن دورنا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ ليبيا هو مساندة الثوّار ونقل أخبارهم وأخبار الجبهة للردّ على أكاذيب نظام القذافي بما يمكّن الشعب الليبي من الحقيقة التي افتقدها مدة 42 سنة كاملة تحت حكم الطاغية الذي طوّع الاعلام لخدمة مصالحه. نحن نعمل جنبا الى جنب مع الثوّار دون خوذات وصدريات واقية ونتعرض مثلنا مثلهم الى القصف المدفعي ونعتبر هدفا مميّزا لدى القنّاصة فحياة الصحافيين ليست أغلى من حياة الثوار وفي المحصلة يبقى حلمنا هو تحرير الشعب الليبي وتمكينه من حق تقرير مصيره بنفسه حتى وإن كلّفنا ذلك حياتنا. الى ذلك نحن نجاهد من أجل التوثيق لهذه المرحلة الهامة من تاريخ شعبنا وتمكين الأجيال القادمة من مادة توثيقية تمكّنهم من فهم ما حدث وما أفضى إليه نضال وجهاد شباب ثورة 17 فيفري. لقد مسح القذافي وأزلامه من ذاكرة شعبنا نضالات وكفاح الأجداد ولم يعد تاريخ ليبيا يذكر بطولات وانجازات زعيم ألّه نفسه الى درجة ان الاعلام في ليبيا اصبح عاجزا حتى على خلق مفردات جديدة تتحمّل اوهامه فيوما هو قائد قادم من عمق الصحراء ويوما آخر يتحول فيه الى ملك الملوك بايعته قبائل افريقيا حتى ان العديد من رؤساء التحرير في صحفه المأجورة لا يكتبون افتتاحياتهم الا بعد متابعة نشرات الأخبار ليتعرّفوا على اللقب الجديد الذي اختاره لنفسه. لذلك يسعى اعلام ثورة 17 فيفري الى كشف الجرائم التي ارتكبها نظام الطاغية وإيصالها الى الشعب الليبي. ٭ هل لك ان تصف لنا استراتيجيتكم الاعلامية اي كيف تتحركون ومن أين يأتي التمويل؟ لك ان تعرف ان كافة العاملين في قطاع اعلام الثورة من صحفيين وفنيين ومصوّرين ومخرجين ومصوّرين لا يتقاضون أجرا بل ان جلّهم يموّل من ماله الخاص إما الصحيفة أو الإذاعة التي يعمل بها ولا توجد اي جهة تقوم بتمويلنا. نحن نعمل في إطار قطاع الاعلام التابع للمجلس الانتقالي ببنغازي المقسّم بدوره الى مجالس انتقالية محلية موزّعة على كامل مناطق ليبيا وكل مجلس انتقالي محلي له صحيفته وإذاعته الخاصة. نتحرّك وفق استراتيجية تقوم على نقل أخبار الثورة ونعلم السكان بآخر المستجدات ونوثّق لهذه المرحلة. أغلبية العاملين في قطاع الاعلام هم من كوادر ليبيا الافذاذ ومن الصحفيين الشبان الذين هُمّشوا في فترة حكم الطاغية. لقد كنّا ندرس في كلية الاعلام درسا واحدا يتعلّق بمحتوى الكتاب الأخضر والصحفيون الذين تمرّدوا على هذا الواقع كان مصيرهم إما السجن او التصفية الجسدية. نحن نعلم كذلك اننا اليوم مستهدفون وكثير هم الزملاء الذين تم اغتيالهم في بداية الثورة لكن ذلك لن يحبط من عزائمنا وسنواصل النضال الى ان تتحرّر ليبيا. ٭ هناك من يتحدث عن حرب أهلية في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي. ما هو ردّكم على هذا السيناريو؟ هذه مزاعم يسوّق لها نظام القذافي، يريدون إيهامنا بأن ليبيا مجتمع قبلي وأن هذه القبائل ستتقاتل في ما بينها بعد سقوط نظام الطاغية فالواقع مغاير تماما فكافة الشعب الليبي يناضل من أجل ترسيخ نظام ديمقراطي فعليّ ووضع دستور ومؤسسات تحمي الحريات وتضمن حرية التنظم وتكفل حق المواطن في اختيار من يمثّله وسيكون للاعلام الليبي الحرّ دور تاريخي في الوصول بالثورة الى برّ الأمان . سنكون الصمّام الذي سيحمي مكاسب الثورة وسنمنع المرتشين والمتسلّقين والعابثين من الالتفاف على ثورة 17 فيفري. ٭ وماذا عن مصير القذافي ان بقي حيّا؟ سمعنا ان بعض وسائل الاعلام تروّج أن الشعب الليبي سيقوم بشنق القذافي وأبنائه وأتباعه بعد تعذيبهم. نحن لسنا وحوشا ولا زبانية لننتقم من فلان أو علاّن فشعبنا متحضّر ومؤمن بالقضاء لذلك سنترك القضاء الليبي الحرّ والمستقل يقرر مصير القذافي. ٭ حاوره مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي