تونس «الشروق»: لم تكن مساندة الاتحاد العام التونسي للشغل لترشح الرئيس بن علي للانتخابات الرئاسية القادمة مجرد مساندة من منظمة لرئيس اجمعت على ترشيحه فئات وشرائح الشعب التونسي. بل ان هذه المساندة تكتسب معناها وقيمتها وتفاصيل من حجم وتاريخ المنظمة الشغيلة في تونس. فقد ظل تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه في نهاية الاربعينات تاريخا حافلا بالنضالات المجيدة، نضالات كثيرا ما غيّرت اتجاه عقارب الساعة واسست لحركة عمالية يستمر تاريخها الى حد الآن. كان على الاتحاد العام التونسي للشغل وكان على كل عمال تونس ان ينحازوا في مساندتهم لأنفسهم ولمصالحهم لذلك ساندوا ترشيح الرئيس بن علي في الانتخابات الرئاسية القادمة. حسم كان الاتحاد ومازال منذ مراحل المؤسسين العظام، منذ حشاد العظيم ومعه آلاف العمال من الوسط والجنوب والشمال حاسما في موقفه من اللحظات التاريخية التي عرفتها تونس وكانت لحظة مساندة ترشيح الرئيس بن علي من اللحظات التاريخية التي تحتاج الى موقف حاسم. ساند اتحاد الشغل ومن ورائه مئات الآلاف من العمال ترشيح الرئىس بن علي فساند العمال انفسهم ووقفوا الى جانب تاريخهم، والى جانب الصفحات المشرقة من نضالاتهم زمن معركة الكفاح ضد المستعمر وزمن بناء الدولة المستقلة. ولن تنسى ذاكرة العمال في تونس وقفة بن علي مع الاتحاد العام التونسي للشغل بعد التغيير فأعاد للمنظمة الشغيلة اعتبارها بعد سنوات تحوّل فيها النقابيون الى «مطاردين» وفقد العشرات منهم حينها شغلهم. لن ينسى الشغالون والعمال وقوف بن علي دائما الى جانب قضاياهم الى جانب مواقفهم في جولات المفاوضات. لن ينسى النقابيون وقوف بن علي الى جانب آلاف العمال في المصانع يحقق مطالبهم ويضمن لهم حقوقهم.. كان بن علي دائما منحازا للعمال وقضاياهم كما كان منحازا لقضايا الفقراء والمحرومين والمظلومين. كان بن علي يؤمن دائما بأن العمال والشغالين والاجراء على اختلاف شرائحهم يشكلون درعا من دروع الوطن سقوا هذه الارض بدمائهم زمن معارك التحرير ثم سقوها بعرقهم زمن بناء الدولة فكان عهد الوفاء من بن علي لهم ثم كان للوفاء ان يتواصل ويستمر من العمال لقائد المسيرة. ديمقراطية كان على الاتحاد العام التونسي للشغل ان يحفظ العهد مع بن علي والعهد مع الوطن فكانت المساندة نابعة من قرار ديمقراطي اتخذته هياكل المنظمة الشغيلة بكامل الوعي، الوعي الذي تتطلبه المرحلة القادمة من تاريخ الوطن فمسيرة الوطن تحتاج الى بن علي الرجل الذي اسس للجمهورية الجديدة، جمهورية العدل والانسان.. كانت مساندة الاتحاد العام التونسي للشغل ل بن علي نابعة من حجم المكاسب التي تحققت للوطن والشعب كان اهمها الاستقرار والأمان الذي نعيشه الآن.. ليس أمام العمال الا التضامن مع انفسهم، وليس امامهم الا مساندة انفسهم، وليس امامهم الا الوقوف الى جانب مصالحهم والى جانب مستقبلهم ومستقبل اطفالهم. كان محمد علي الحامي الزعيم النقابي القادم من بين فقراء الشعب وكان «حشاد» شهيد الوطن والحركة النقابية وكان بن علي ابن الشعب وابن العمال اعاد للعمل النقابي اعتباره ووقف دائما سندا للاتحاد العام التونسي للشغل صاحب التاريخ المجيد والصفحات المشرقة في تاريخ الوطن. وقف الاتحاد مع بن علي ردّا للجميل ووفاء للعهد ويقف بن علي مع الاتحاد وفاء لأرواح الشهداء من العمال ووفاء لهذه الارض وهذا الوطن..