رفع الستار أمس الأول على الدورة 21 لمهرجان المدينة بالعاصمة بسهرة جمعت بين فنون الشارع والرقص والموسيقى الصوفية. شارع الحبيب بورقيبة شهد مساء أمس تقديم عرض للفرقة النحاسية الانكشارية من تكيا، تجمّع حوله جمهور غفير جاء ليكتشف هذه الفرقة وهذه النوعية الموسيقية غير المألوفة عندنا. الفرقة النحاسية قدمت مجموعة من المعزوفات الموسيقية والأغاني منها أغنية «أقبل البدر علينا».. وقد تفاعل الجمهور بشكل ايجابي جدا وصفق طويلا للفرقة التي كانت ترتدي أزياء ملفتة للانتباه. محراب الجزء الثاني من السهرة كان داخل المسرح البلدي، مع عرض للثنائي أمين وحمزة المرايحي بعنوان «محراب الهدى». العرض جمع بين الموسيقى والغناء الصوفي، وشارك فيه بالأداء المطرب محمد الجبالي الذي يخوض هذه التجربة لأول مرة وشارك فيه بالعزف عازفون من ايران، مصطفى عميدي فرد (دف والتمباك) من تركيا عازف الكلارينات بيرون قركان، ومن هولندا هيكو ديكار، عازف على آلة الطبلة الهندية. عرض «محراب الهدى» تضمن مقطوعات موسيقية ذات نفس صوفي منها «فجر جديد» و»خبب» و»محراب الهدى» كما تضمن أغاني صوفية هي أقرب إلى الانشاد، وقد اختار الثنائي قصائد من زهديات أبي نواس مثل «تضرّع» و»أفرّ إليك منك» كذلك من شعر الحلاّج «تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي». موسيقيا يمكن القول ان الثنائي أمين وحمزة المرايحي قدمّ عملا موسيقيا من الطراز الرفيع وغير مألوف في الساحة الفنية التونسية، وفيه من النضج الموسيقي الشيء الكثير. غنائيا، قام المطرب محمد الجبالي بجهد كبير واستنجد بكل مخزونه الغنائي وبكل طاقته الصوتية لأداء هذه القصائد، وحاول أن يتأقلم مع هذه الأجواء الصوفية التي ابتعد عنها لسنوات طويلة. ويبدو ان هذا البعد، جعله يجد صعوبة في أداء هذه القصائد التي والحق يقال صعبة جدا، في التلحين والأداء. لكن هذه الملاحظةالتي نسجلها لا تقلص في شيء من قيمة محمد الجبالي الفنية.