«عرض موسيقى صوفية» الذي قدمه الأخوان المرايحي في افتتاح مهرجان المدينة شهد بعض التغيير أثناء اعداده... هذا الثنائي اختار في هذه المناسبة ان يقدم أيضا الى جانب القطع الموسيقية ثلاث أغان من ألحانها ومن أشعار أبي نواس والحلاج... وقد اختارا أحد «نصوص التوبة» من أشعار أبي نواس وهو «ربي إن عظمت ذنوبي كثرة» ونصيّن من أشعار الحلاّج الذي يذهب الى انه امتداد للذات الالاهية... في البداية لابد من الاشارة الى ان تلحين هذه النصوص ليس بالامر السهل.. فلم يتطاول على الشعر العمودي الا قلة قليلة من الملحنين العرب مثل السنباطي وغالبا ما يميل الملحنون الى الشعر الغنائي باعتباره الأسهل... على كل اختيار الأخوين المرايحي استقر على النصوص السالف ذكرها على حداثة علاقتهما بتلحين الأغنية... وهي تجربة أولى يخوضانها. اختيار الصوت المناسب لهذه الألحن مر بعدة مراحل.. والبداية كانت مع الفنان لطفي بوشناق الذي عقد مع هذا الثنائي الشاب جلسة عمل استمع فيها لمقترحاتهم... لكنها كانت الاخيرة واسنحاب لطفي بوشناق يعود في ظاهره الى التزاماته بأوبيرت «ابن سينا»... لكن أصدقاءه المقربين قالوا بأن لطفي بوشناق خشي المغامرة.. ووضع تاريخه الفني في الميزان بخوض هذه التجربة.. ومعروف عن لطفي بوشناق عدم المشاركة في عمل لا يقتنع به مائة بالمائة. وبعدها اتصل الثنائي المرايحي برؤوف عبد المجيد.. لكن هذا الاخير لم يواصل معهما التجربة نظرا لالتزاماته مع الفرقة السورية شيوخ سلاطين الطرب ليستقر التفاهم في الاخير مع المطرب محمد الجبالي الذي صرّح لنا بأنه على علم بأن لطفي بوشناق ورؤوف عبد المجيد رفضا او غابا عن هذا العمل وقبله هو عن اقتناع قائلا : «أحيانا أغنية ما يتداول عليها عدة مطربين ولكن في الاخير تكون بصوت مطرب واحد، زيادة على ان هذا اللون الغنائي الذي قدّمته محبّ له وتابعته في عروض عديدة وقد سنحت الفرصة بهذه التجربة مع الأخوين المرايحي الذي يشهد لهما الجميع بقيمتهما الفنية».