اعترضت مجموعة من الشبان سبيل شاب بجهة صنهاجة من ولاية منوبة في مسعى منهم للاعتداء عليه وتحويل وجهته، إلا أن الأمر انتهى في مركز حرس وادي الليل حيث تم ايقاف الشاب وايداعه السجن فيما ظلت المجموعة «حرّة»؟ الشاب الذي اعترض سبيله جمع من الشبان، تحديدا قرب «حناية» صنهاجة في طريق وادي الليلبولاية منوبة، تمكن من الافلات والفرار حتى بلغ مقهى يجتمع به أبناء حيّه وبعض أصدقائه، فأبلغهم بالأمر وما تعرّض له ثم طلب منهم نصرته. هبّ الأصدقاء وأبناء الحي لنصرة صديقهموتمكنوا من القاء القبض على أحد افراد المجموعة، فقاموا بالاعتداء عليه بالعنف الشديد حتى كاد يفارق الحياة. وهكذا تحوّل الشاب الأول من معتدى عليه إلى معتدي، لذلك تم ايقافه. وقائع القضية، حسب ما أفادت به بعض الأبحاث تمثلت في أن الشاب كان مارّا قرب «حناية» صنهاجة في طريق وادي الليل، فإذا بجمع من شبان يحاولون ايقافه، إذ تقدم منه أحدهم وطلب تمكينه من سيجارة، لكنه أخبره بعدم ملكيتها، وأثناء هذا الحوار الغريب حاصر المعتدون المكان وأرادوا سلب المار «الغريب» وبدأ أحدهم بالاعتداء عليه فيما أشهر آخر سكينا.. لكن المعترض سبيله تمكن من مراوغة أفراد المجموعة ثم الفرار ليتحصن بمقهى كانت بعيدة نسبيا عن مكان الحادث حيث وجد أبناء حيّه وأصدقائه يجلسون في المكان، فأخبرهم بما وقع له، لذلك هبّوا لنصرته، وبدأوا رحلة بحث وتفتيش عن المعتدين أو حتى أحدهم، حتى تمكنوا من واحد منهم فألقوا عليه القبض، وتكفّل الشاب الأول بالاعتداء عليه بالعنف الشديد حتى كاد يقتله ثم تركوه ملقى على الأرض وغادروا المكان «غانمين» حسب اعتقادهم. من جهته تمالك المعتدي أولا، المتضرر ثانيه، وتوجه إلى مركز الحرس ليبلغ بالموضوع فتم نقله إلى المستشفى حيث أسعف وعالج الفريق الطبي اصاباته، ثم تم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة الذي أذن بفتح محضر تحقيقي وسماع أقوال جميع أطراف القضية لتحديد المسؤوليات الجزائية. وبالتحرير على المتضرر روى للمحققين كافة أطوار ووقائع القضية وطلب تتبع الجاني المعتدي قضائيا مقدّما أوصافه ومكان إقامته، وقد تمكن أعوان الحرس الوطني على اثر ذلك من القاء القبض على المشتبه به الذي اعترف أثناء استنطاقه بما اقترفه مصرحا بأنه تعرض لمحاولة تحويل وجهة وسلب والاعتداء بالعنف قبل أن يتمكن من الفرار وبالتالي طلب نصرة أصدقائه والعودة إلى مكان الواقعة ثم الاعتداء بالعنف الشديد على المتضرر وهو المدعي في قضية الحال. وبعد أن استمع المحققون إلى كافة أطراف القضية تمت إحالة ملفاتها على النيابة العمومية التي أذنت باصدار بطاقة ايداع بالسجن ضد المتهم الرئيسي وهو الشاب الذي بدأ الموضوع مظلوما فأنهاه ظالما، وإبقاء ما تبقى بحالة سراح، فيما لا تزال الأبحاث والتحقيقات متواصلة.