أصدرت النيابة العمومية بمحكمة قرمبالية الابتدائية بطاقات ايداع بالسجن ضد خمسة شبان تعمدوا تكوين عصابة مفسدين بغاية الاعتداء على الاشخاص والاعتداء بالعنف الشديد المضمر وحمل ومسك أسلحة بيضاءدون رخصة، وذلك بعدما اعتدوا على أحد الشبان بواسطة الهراوي والسكاكين والسيوف. وحسب ملفات القضية فلقد ورد على أعوان الحرس الوطني بقرمبالية من ولاية نابل مكالمة هاتفية من احدى مصحات مدينة الحمامات مفادها تعرض شخص الى عدة طعنات واصابات تمّ ايداعه تحت العناية الطبية المركزة فتحول الاعوان الى المصحة المذكورة وحرروا على المتضرر الذي أفاد بأن الشبان المعتدين حاولوا دخول الملهى الليلي الذي يعمل به حارس سلامة قبل أن يمنعهم من الدخول نظرا لحالة السكر التي كانوا عليها وأضاف المتضرر الذي تعرض الى طعانات خطيرة في أجزاء عدة من جسده، أنه صبيحة الواقعة التي تناسبت مع يوم أحد وفي حدود الساعة الخامسة صباحا نزل بمحطة سيارات الأجرة من سيارة تاكسي قصد الرجوع الى مكان اقامته، وكان وقتها مرافقا بأحد زملائه بالعمل، باغتته مجموعة من الشبان على حين غفلة من أمره وداهموه قاصدين الاعتداء عليه، مما دفعه الى الفرار في اتجاه احدى محطات بيع البنزين الا أنهم تمكنوا من اللحاق به وكانوا جميعا مسلحين وانهالوا عليه ضربا وركلا وطعنا بالهراوات والسكاكين والسيوف، وتعمّد أحدهم بعد أن أنهوا تعنيفه الى تكسير آجرة على ساقه وألحقوا به أضرارا جسيمة ثم قاموا بتشويه وجهه ولاذوا جميعا بالفرار. وبعد التحرير على المتضرر الذي أدلى للمحققين بتفاصيل ما تعرض له وقدم له أسماء من اعتدوا عليه وأوصاف بعضهم، أعلمت النيابة العمومية التي أذنت بتتبع الجناة، فقام أعوان الحرس بالتحريات والأبحاث اللازمة حتى تمكنوا من القاء القبض على أربعة فيما تحصّن الخامس بالفرار. وتمّ جلب المشتبه بهم الى مركز التحقيق وانطلقت الأبحاث في شأنه، اذ اعترف بعضهم بما نسب له وسرد على المحققين كامل تفاصيل الجريمة، فيما تمسك البعض الآخر بالانكار التام مدعيا خلوّ ذهنه من كل ما عرض عليه من وقائع، وتمّت اثر ذلك احالتهم على مكتب التحقيق الثاني بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية. وقد أفاد أحدهم باستغرابه مما أسماه بحشر اسمه من قبل المتضرر ضمن قائمة المشتبه بهم وتمسك بالانكار التام للتهم المنسوبة اليه نافيا وجوده بمسرح الاحداث ساعة الواقعة، كما نفى أن يكون قد اعتدى على المتضرر بواسطة آلة حادة ذاكرا أنه لا يعرف المدعي اطلاقا، فيما ذكر مرافقه أنه أنهى عمله في تاريخ الواقعة كحارس بنزل حوالي الساعة الرابعة فجرا رفقة زميله وتحولا الى مقهى المحطة ببراكة الساحل وقد صادف تواجدهما وجود أربعة أشخاص لم يكن يعرفهم وهم بحالة سكر واضح وبصدد مشاغبة رواد المقهى والمارة وقد توجهوا بألفاظ نابية تجاهه فحصل شجار تبادلوا اثناءه الاعتداء بالعنف الشديد وحل في الأثناء المتضرر ومرافقه على متن سيارة أجرة تاكسي فانضمّوا الى المجموعة الأولى لمناصرتها ضد المعتدى عليه اذ تولّى أحدهم الاعتداء عليه باللكم في مستوى وجهه وصدره ثم تولى فكّ مرافقه الذي كان تحت سيطرة فرد من المجموعة عندما كان يقوم بخنقه وفي الأثناء تولّى المتضرر رشّه بواسطة قارورة غاز مخدر مما تسبب له في أضرار على مستوى عينه ليفرّ من المكان. كما تمّ استنطاق باقي المتهمين الذين تراجعوا عن بعض اعترافاتهم التي كانوا قد أدلوا بها لدى باحث البداية. وبعد أن أنهى قاضي التحقيق استنطاقاته وتحرياته وأبحاثه قرر أن يوجه لهم تهم تكوين عصابة مفسدين بغاية الاعتداء على الأشخاص والاعتداء بالعنف الشديد المضمر وحمل ومسك أسلحة بيضاءدون رخصة طبق أحكام الفصول 131 و132 و218 من القانون الجنائي وقانون 12 جوان 1969 فيما رأى ممثل النيابة العمومية اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد المتهمين الذين ظل أحدهم في حالة فرار وتقرر إحالة ملفات القضية على أنظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بنابل التي من المنتظر أن تصدر قرارها خلال الأيام القليلة المقبلة.