ذكرت مصادر مطلعة في صفوف الثوار كانت «الشروق» تحدثت إليهم يوم الأمس أن كل المؤشرات تصبّ في خانة واحدة هي إعادة سيناريو الكوت ديفوار في ليبيا ولكن هذه المرة مع العقيد القذافي في إشارة الى سقوط الرئيس السابق لورون غباغبو بين أيدي فرقة كومندوس فرنسية في نزل في العاصمة الايفوارية. مصادرنا تحدّثت عن خيارات عديدة هي محل درس الآن لإنهاء حكم القذافي ويبقى أهمّها ذلك الذي يرجّحه الأمريكيون وهو القيام بعملية إنزال في طرابلس بعد تمهيد استخباراتي يقوم به عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية ال«CIA» تتدخل على إثره الوحدات المختصة للقبض على معمّر القذافي في سيناريو شبيه بذلك الذي حصل في باكستان مع بن لادن. الى ذلك ذكر شهود عيان ل«الشروق» أن خبراء عسكريين أمريكيين شوهدوا بالقرب من مدينة نالوت الواقعة على بعد 68 كلم من الحدود التونسية وظنّ البعض أنهم من المتطوعين من منظمات عالمية لكن الواقع كان غير ذلك فلقد تأكد في ما بعد أنهم على اتصال بمجموعات الثوار. اتصال ذو طابع عسكري مما تمّ تأويله على أنه تصعيد جديد في الموقف الأمريكي الذي هو بصدد المرور من طور الكلام الى طور التنفيذ. وجود هؤلاء الخبراء الأمريكيين في نالوت قد يكون الخطوة الأولى في تنفيذ السيناريو المتعلق بعملية الانزال في طرابلس والقبض على القذافي أو اغتياله. إلى ذلك تتواصل الانشقاقات في صفوف الموالين للعقيد القذافي وآخرها استسلام كتيبة تتكون من 30 عنصر من الكتائب لأعوان حرس الكتف التابع ترابيا لفرقة الحرس الوطني ببن قردان من ولاية مدنين. المنشقون قدموا على متن زورق أرسى على شاطئ غير بعيد عن مدينة بن قردان قبل أن يكتشف وجودهم أعوان الديوانة الذين سلموهم بدورهم للحرس الوطني. هذه الكتيبة كانت متمركزة غير بعيد عن طرابلس العاصمة قبل أن تنسحب الى مدينة الزاوية ومن ثمّة توجهت نحو الحدود البحرية التونسية الليبية أين سلمت نفسها للسلطات التونسية. أمّا عن أسباب هذا الانشقاق فقد تحدث الهاربون عن نفاذ الذخيرة والمؤونة مع عدم قناعتهم بمقاتلة أبناء وطنهم. عناصر هذه الكتيبة تحوّلوا الى لاجئين في انتظار نتائج مفاوضاتهم للالتحاق بالثوار بإحدى جبهات القتال. تضامن الحرس إلى ذلك تواصل المدّ التضامني لأعوان الحرس الوطني فيما بينهم. فبعد القافلة التي قدمت من صفاقس قام أعوان وضباط الحرس الوطني بإقليم قفصة بزيارة لزملائهم العاملين في مختلف الوحدات بالذهيبة وهو دعم أخذ بعدا ماديا بما أنّ هذه القافلة كانت محمّلة بالاعانات مما رفع من معنويات الأعوان الذين رأوا في هذه اللفتة النبيلة تضامنا للعائلة الكبرى للحرس الوطني فيما بينهم. وعلى إثر النداءات المتكرّرة التي وجهتها «الشروق» للأطراف المعنية للتدخل في بوّابة العبور وازن الذهيبة من أجل تلقيح آلاف رؤوس الأغنام القادمة من ليبيا تحرك البياطرة التونسيون لمساعدة زملائهم العاملين بنقطة الصحة البيطرية بالذهيبة للقيام بعمليات تلقيح واسعة شملت البوابة والقرى المجاورة وعلى الطرقات، إذ أنّ عشرات الشاحنات تجوب المنطقة يوميا لحمل الآلاف من رؤوس الأغنام نحو مدن وسط وشمال البلاد. والملفت للنظر أنّ من بين هؤلاء البياطرة نساء قطعن مئات الكيلومترات للدفاع عن الوطن بطريقتهم ما فيه حماية للثورة الحيوانية والقطيع التونسي ضدّ أوبئة خطيرة لعلّ أهمها الحمى القلاعية. من مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي