كان الجميع في انتظار «حرب» كبيرة من أجل الفوز برئاسة امبراطورية كرة القدم، من خلال المنافسة المنتظرة بين بن همّام القطري، والرئيس الحالي جوزيف بلاتر، العجوز الذي مايزال يجلس على العرش. المفاجأة التي لم يتوقعها أكبر الملاحظين، تمثلت في إعلان بن همام عن سحب ترشحه من انتخابات الرئاسة، قبل يومين من هذا الموعد المرتقب، هذه الخطوة فاجأت الجميع في مثل هذا الوقت بالذات. صدمة... انسحاب بن همّام في آخر لحظة كان بمثابة الصدمة للبعض، فالرجل كان يعتبر في نظر البعض الأكثر قدرة على زعزعة عرش الامبراطور بلاتر خاصة من خلال البرنامج الكبير الذي طرحه في حملته الترويجية والانتقادات التي وجهها إلى الرئيس الحالي لل«فيفا». صفقة سرية في هذا الإطار أشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن انسحاب بن همّام كان في إطار صفقة سرية تمثلت في موافقة هذا الأخير عن الانسحاب مقابل تراجع بلاتر عن التفكير في سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر ومنحها لأستراليا. فبمجرّد إعلان قطر دعمها لابنها في الانتخابات سارع بلاتر بتنفيذ خطته للإطاحة بكل من يقف في طريق توليه كرسي الفيفا، من خلال الاتصال برئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم «مكون فرانك لوي» وأعلمه أنه مستعد لمنح تنظيم المونديال لأستراليا. انقلترا «عصا» بلاتر كانت الصحافة الانقليزية من كشفت في الآونة الأخيرة عن وجود فساد في الفيفا يخص سباق تنظيم مونديالي 2018 و2022 وكذلك وجود فساد بخصوص التنافس على الأصوات في انتخابات 1 جوان 2011 (غدا). ومنذ منح الفيفا، قطر شرف تنظيم مونديال 2022 لم يزر بلاتر انقلترا إلا في الآونة الأخيرة، في زيارة ظاهرها حشد الدعم للانتخابات ولكن باطنها هو تحريك «العصا» الانقليزية لضرب بن همّام وبذلك كانت الصحافة الانقليزية أول من كشف عن وجود رشاوي. ولم تكن الضربة موجهة لبن همام فقط بل شملت عيسى حياتو، حيث وجهت له نفس التهم حيث كان بلاتر على علم أن حياتو سيساند بن همّام، ونذكر أن لامبراطور الفيفا ثأرا قديما مع حياتو الذي «تجرّأ» على منافسته في انتخابات 2007. صغوطات سياسية من جهة أخرى أشارت بعض التقارير أن شخصيات سياسية تدخلت بكل قوة لغلق ملف الاتهامات الموجهة لبن همام وبلاتر (قبل تبرئته) بخصوص تلقي رشاوي والهدف هو تطويق الأزمة لأن بن همام وبلاتر وجاك وورنر، يعرفون كل تفاصيل وكواليس الفيفا ويمكن أن تتطور القضية إلى ما لا يحمد عقباه خاصة أن الفيفا هي بمثابة «دولة عظمى» بحد ذاتها. بلاتر وعد بالصمت وبعدم كشف المزيد عن بن همّام وورنر مقابل تلقيه وعودا بالفوز بولاية جديدة، وهنا نشير إلى أن الرجل يعرف ماذا يفعل فهو لا يمكنه تلقي رشاوي بحكم مركزه الذي لا يسمح له بذلك لكنه يكون على علم بما يحصل من وراء الستار ويغض عنه البصر..