لن تنتهي سنة 2010 على خير للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فما يكاد هذا الهيكل العتيد يخرج من ملف خطير حتى يفتح ملفا اكثر خطورة فمساء اول امس الاثنين كشفت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) من خلال شريط مصور ان ثلاثة أعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قد تلقوا أموالا في اطار فضائح الرشوة. والاكثر وقعا ان المسؤولين الثلاثة ينتمون إلى اللجنة التنفيذية التي ستختارغدا الخميس البلدين المضيفين لمونديالي2018 و2022 . وجاء على موقع ال«بي بي سي» على شبكة الانترنات ما يلي «حصل الصحافي اندرو جينينغز الذي يحقق منذ نحو10 أعوام في فضائح الفساد داخل الاتحاد الدولي، على وثائق حصرية بخصوص مبالغ دفعها «انترناشنال سبورتس اند ليجر» (أي اس ال) وهي مؤسسة تسويقية حصلت على الحقوق الحصرية لكؤوس عالم عدة قبل ابعادها عام2001 . وتتعلق هذه الوثائق الداخلية لهذه المؤسسة ب175 دفعات غير قانونية في الفترة بين1989 و1999 بقيمة100 مليون دولار. وبحسب مجلة بانوراما لل«بي بي سي» فإن هذه الدفعات كانت بهدف رشوة مسؤولين كبار في الاتحاد الدولي. وأشار المصدر إلى دفعات لشركة «سانود» لصالح ريكاردو تيكسيرا عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. وكان تحقيق لمجلس الشيوخ البرازيلي عام2001 اكد بأن تاكسيرا تسلم أموالا من شركة «سانود». واتهم الشريط أيضا رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الكامروني عيسى حياتو حيث تسلم100 الف فرنك عام1995 ، ونيكولا ليوز رئيس الاتحاد الأمريكي الجنوبي بتسلمه ما مجموعه730 الف دولار من «أي اس ال».» ويضيف موقع ال«بي بي سي» ان الشريط كشف أيضا بأن أحد نواب رئيس الاتحاد الدولي جاك وورنر الذي اتهم سابقا باعادة بيع تذاكر مونديال2006 ، حاول مجددا ودون جدوى شراء تذاكر لمونديال جنوب إفريقيا مقابل84240 دولار من أجل اعادة بيعها. ولم يرد أي من المسؤولين على الرسائل التي بعثتها المجلة. باراغواي والكامرون والبرازيل والجدير بالاشارة أن نيكولا ليوز ينحدر من باراغواي والكامروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي من الكامرون وريكاردو تاكسيرا من البرازيل . التهمة والتهمة الموجهة اليهم بحسب التقرير هي الحصول على رشاوى من شركة لتسويق الأحداث الرياضية مقابل منحها حقوقا مجزية لرعاية مباريات كأس العالم. يشاركون او لا يشاركون واذا كان من المقرر أن يشارك المسؤولون الثلاثة يوم غد الخميس في التصويت لحسم المنافسة على تنظيم نهائيات كأس العالم عام 2018 وعام 2022. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل أن التهم الموجهة اليهم ستحول دونهم والمشاركة في عملية التصويت . كل شيء سيبقى رهن التطورات القادمة . تفاصيل الملف ويكشف تقرير ال«بي بي سي» ان الرشاوي التي ذكرتا وردت في وثيقة سرية تسرد 175 معاملة مالية تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أي 64 مليون جنيه إسترليني. وتساءل البرنامج عن أسباب منح هذه الشركة بالذات حقوق الرعاية بينما كانت شركات رياضية كبرى اخرى تقدم عروضا مجزية للفوز بحقوق الرعاية» خيبة امل انقليزية من جانب آخر كشف الموقع الانقليزيي للشبكة الاعلامية عن خيبة الامل التي شعر بها آندي أنسون رئيس الملف الانقليزي لاستضافة كأس العالم 2018 وصرح لل«بي بي سي»: «انه بالتأكيد لن يساعدنا على كسب أي صوت، لذا علينا ان ننتظر ونرى ما سيحصل للمضي قدماً». وأضاف: «إن أعضاء من اللجنة التنفيذية في الفيفا عملوا معاً وعن كثب وقطعاً اذا تأذى أحدهم فإن الضرر سيلحق بالآخرين. إنها الحياة» تفاصيل اخرى ويذكر الموقع الانقليزي ان الرشاوى المفترضة دفعتها شركة التسويق «انترناشونال سبورت أند ليجر» (آي أس أل) وتعود إلى فترة بين عامي 1989 و1999، وفقاً للتقرير. وانهارت الشركة في عام 2001 مما أدى إلى إرجاء إقامة اول بطولة لكأس العالم للأندية التي كانت سترعاها الشركة. وضمنت الفيفا ل«آي أي أل» حقوق التسويق لمباريات كأس العالم لبعض أشهر الماركات العالمية وتلقت «آي أس أل» عروضاً لحقوق البث من شبكات تلفزية. وقال مدير محاسبة «سابق لدى الشركة رولاند بوشل، لطالما اشتبه بأن رشاوى تدفع لإبرام عقود مربحة مع الفيفا». وأضاف: «مبالغ ضخمة من المال، مليارات، جنيت، فيما كانت كل شركات التسويق الرياضية تتقاتل لأنها تريد الفوز بها». اما عن تفاصيل الاتهامات للاعضاء المذكورين فيسردها التقرير على النحو التالي : نيكولاس ليوز وورد اسم نيكولاس ليوز وهو رئيس اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية، في أوراق محاكمة في هذه القضية، لعلاقته بمدفوعات بلغت قيمتها ال130 ألف دولار. وحصل برنامج بانوراما على وثيقة سرية من «آي أس أل» تسرد 175 عميلة دفع سرية، وتظهر أن ليوز حصل من الشركة على 600 ألف دولار على ثلاث دفعات قيمة الواحدة منها 200 ألف دولار. ريكاردو تاكسيرا أما ريكاردو تاكسيرا، فهو رئيس اتحاد كرة القدم البرازيلي والذي تستضيف بلاده نهائيات كأس العالم 2014. ويعد تاكسيرا المسؤول الأول عن استعدادات البرازيل لتنظيم نهائيات كأس العالم وقد رفض مرارا الحديث لبرنامج بانوراما عن الاتهامات الموجهة إليه. وتورد لائحة «آي أس أل» أيضاً شركة في ليشتنشتاين باسم «سانود» وتزعم أنها تلقت 21 تحويلا ماليا بلغ مجموعها 9.5 مليون دولار. وارتبط تاكسيرا بشكل وثيق ب«سانود» حسب ما جاء في تحقيق أجراه مجلس الشيوخ البرازيلي عام 2001، حيث خلص إلى أن تمويلات من الشركة المذكورة ارسلت سراً إلى تاكسيرا عبر واحدة من شركاته. عيسى حياتو وتشير اللائحة أيضاً إلى ان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو، تلقى مائة الف فرنك فرنسي (قبل اعتماد فرنسا اليورو). بلاتر يدافع وجاء في التقرير ان رئيس ال«فيفا» جوزيف بلاتر قال في بيان إن دعوى قضائية تعود لعام 2008، برأت ساحة مسؤولي «آي أس أل» بشكل كامل». وقال: «من المهم التشديد على أن ما من مسؤولين في الفيفا اتهموا بأي جرم في إطار الاجراءات هذه» وسئل بلاتر مرة في مؤتمر صحفي عن الاتهامات بشأن الرسائل الالكترونية هذه التي كان أول من كشف عنها صحفي من النرويج. فقال: «ما ان نعلم بالأمر رسمياً، سنفتح تحقيقاً». ولا يمكن تعقب مستلمي غالبية المبالغ المادية التي اودعتها «آي أس أل» في ليشتنشتاين». متهم رابع و اتهم الشريط الذي بثته ال«بي بي سي» شخصية رابعة هي جاك وورنر من ترينيداد وتوباجو وهو نائب رئيس الفيفا. وأشار التقرير إلى أدلة عن أن جاك وارنر إثر تورطه به في محاولة لطرح تذاكر نهائيات كأس العالم الماضية في جنوب إفريقيا في السوق السوداء. وذكر التقرير أن هناك مراسلات الكترونية تشير إلى أن وارنر حاول عقد صفقة تشمل تذاكر قيمتها نحو 84 ألف دولار منها 38 تذكرة للمباراة النهائية كانت ستذهب إلى السوق السوداء ولكن الصفقة فشلت بسبب رفض الشارين دفع المبلغ المطلوب. واتهم التقرير وارنر بالتورط في فضيحة بيع تذاكر نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 في السوق السوداء. وطلبت الفيفا من شركة سفريات «سيمبول» التي تملكها أسرة وارنر من تقديم مليون دولار للعمل الخيري «تعويضاً عن المكاسب التي حققها عبر اعادة بيع تذاكر كأس العالم 2006». ودافعت «بي بي سي» عن اختيار توقيت بث البرنامج قائلة: «إن توقيته يخدم المصلحة العامة». ويقول منتقدو الفيفا «إن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق شامل لمعرفة ما حدث بالضبط». ولم يرد المسؤولون الثلاثة بعد على ما ورد في تقرير بانوراما. كما رفضت الفيفا طلبات بشأن إجراء مقابلة تخص ادعاءات برنامج بانوراما. موقف صعب جدا هكذا تجد الفيفا نفسها في موقف صعب ومعقد جدا قبل يوم من التصويت عن اختيار البلدين المستضيفين لمونديالي 2018 و2022 . والجدير بالذكر أن لائحة الدول المتنافسة على الفوز بحق تنظيم مونديال 2018 تضم كل من إنقلترا وروسيا وإسبانيا-البرتغال (ملف مشترك) وهولندا-بلجيكا(ملف مشترك) اما بالنسبة إلى مونديال 2022 فتتنافس على حق تنظيمه كل من قطر و استراليا والولايات المتحدة واليابان وكوريا .