التدخين في الوقت الراهن يمثّل اشكالا حقيقيا في الصحّة العمومية خاصة وأن الظاهرة تفاقمت لدى الفئة العمرية التي لم تتجاوز مرحلة الطفولة وتحديدا بين 13 و15 سنة. وهذه الفئة هي عادة معنيّة بتلامذة السنوات السابعة والثامنة والتاسعة أساسي والتي كانت محلّ دراسة من قبل ادارة الرعاية الصحية الاساسية والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يمكن تأطير هذه الفئة التي تمرّ بفترة امتحانات الاسبوع المغلق وأي دور للأولياء في الحد من هذه الظاهرة؟ حسب المنظّمة العالمية للصحة يمثل التدخين سببا رئيسيا للوفيات وحسب الأرقام يؤدي سنويا الى وفاة 5 ملايين شخص 70٪ منهم من البلدان النامية وسوف يؤدّي مستقبلا الى وفاة عشرة ملايين شخص سنويا في أفق 2020. وتفرض هذه الاحصائيات المفزعة اتخاذ اجراءات وقائية خاصة لدى صغار السن سيما وأن الدراسات الحديثة أكّدت أن 80٪ من المدخنين بدأوا تعاطي السجائر والشيشة قبل سن 18 سنة. وفي هذا الاطار أعدّت ادارة الرعاية والصحة الأساسية تحت اشراف وزارة الصحة العمومية دراسة خلال سنة 2010 حول التدخين لدى تلامذة السنة السابعة والثامنة والتاسعة أساسي تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة. وكشفت النتائج الاساسية لهذه الدراسة عن استهلاك خمس الفئة المستهدفة على الأقل سيجارة واحدة وهذه الحقيقة معنيّة بالذكور أكثر من الإناث. وأبرزت الدراسة أن مراهقا على عشرة أعلنوا أنهم مدخّنون لحظة القيام بالدراسة بنسبة 20.8٪ لدى الذكور و3.2٪ لدى الاناث. وأكّدت الدراسة أن هؤلاء بدأوا التدخين في سن الحادية عشر سواء لدى الاناث او الذكور. وكشفت الأرقام أيضا أن 15.3٪ من التلامذة استهلكوا الشيشة على الأقل مرّة واحدة مع مراعاة فارق الاستهلاك بين الذكور والاناث 22.2٪ مقابل 9.8٪. والملفت للانتباه في نتائج هذه الدراسة أن نصفهم له على الأقل قريب أو صديق يدخّن السيجارة ومراهق من عشرة أباه يدخّن الشيشة وللاشارة شملت هذه الدراسة عيّنة ب 1751 تلميذا من 50 مدرسة اعدادية و71 قسما. دور الأولياء المختصّون يحذّرون من تفشي هذه الظاهرة لدى هذه الفئة التي تمرّ حاليا بفترة امتحانات قد تدفع بالبعض الى مزيد الاقبال عليه لسببين السبب الاول ان الانكباب على المراجعة يفرض استهلاك السيجارة بدعوى مزيد التركيز وتفادي آلام الرأس والسبب الثاني يتعلق بأن التلميذ يجد بعد اجراء الامتحانات فرصة لتبادل السيجارة الوحيدة أحيانا بين مجموعة. وهذا الفراغ في الوقت يفرض على الأولياء التفكير في حل حتى لا يحتك التلميذ بالشارع وبأصدقاء السوء ويتورّط في سلوكات سيّئة ومنها التدخين. كما يحتاج التلميذ عند المراجعة الى مراقبة الوليّ وعدم الاقتصار على العناية بالجانب الغذائي فقط بل كذلك بمتابعة سلوك داخل الغرفة حيث يمكن ان تكون الامتحانات فرصة ليعرف الوليّ إن كان ابنه مدخّنا وذلك بمتابعة سلوكات داخل الغرفة بصورة متتالية.