تحوّلت المندوبية الجهوية للتربية بولاية المنستير في الفترة الماضية الى خلية نشيطة من خلال عقد سلسلة متواصلة من جلسات العمل لاعداد العدّة لانجاح الامتحانات الوطنية. «الشروق» تحدّثت وللتعريف أكثر بهذه الاستعدادات مع السيد مختار الهداوي المندوب الجهوي للتربية بولاية المنستير. عام دراسي غير عادي بعد الثورة المباركة كيف تقيمه بجهة المنستير؟ هو عام دراسي استثنائي تخللته عديد الأحداث التي عقبت الثورة المباركة، ولئن نأسف لما عرفته بعض المؤسسات التربوية ببعض الجهات من حرق وتكسير فإننا نعبر عن ارتياحنا لغياب مظاهر الاعتداءات هذه بالجهة نتيجة تظافر جهود الاطار التربوي والمجتمع المدني والأولياء الذين حموا مؤسساتهم. توقف الدروس في فترة ما بعد الثورة. هل حاولتم تدارك مخلفاته؟ نعم، فقد مكنا السادة الأساتذة والمعلمين من الفضاءات التربوية خلال عطلة الربيع وقام هؤلاء المربون بتقديم دروس تدارك مجانية وأغتنم هذه الفرصة لأتوجه الى كل من وقف الى جانب أبنائنا التلاميذ من إداريين وأساتذة وعملة بالشكر والتقدير وأسجل بارتياح عميق موقفهم الحضاري هذا وهذا ما جعل الجهة لا تسجل نقصا في البرنامج التعليمي المسطر. لاحظنا تعدّد الاجتماعات بالادارة الجهوية تحت اشرافكم بالاضافة الى اجتماعات أخرى مع أطراف عديدة، فما سر هذه الحركية؟ ما أؤمن به هو أن القطاع التربوي شأن وطني وشأن جماعي. ولا بدّ أن تتظافر جهود مختلف الأطراف لانجاح المواعيد القادمة على مستوى الامتحانات الوطنية: الباكالوريا شهادة ختم التعليم الأساسي العام والتقني ومناظرة الدخول الى المعاهد النموذجية. وهذا ما جعلنا نكثف الاجتماعات والجلسات التي تتميز بانسجام تام لكل المسؤولين بالمندوبية الجهوية. إلى جانب الاجتماعات والجلسات تحركتم في كل الاتجاهات، ماهي أهم الاجراءات؟ لقد اجتمعنا باشراف السيد هشام الفراتي والي المنستير وتمحور الاجتماع حول الخطة الأمنية لحماية مركز الايداع ومراكز الاصلاح والامتحانات حيث ستحرص قوات الجيش والأمن والحرس الوطني وبمساعدة مكونات المجتمع المدني على القيام بهذا الدور. وعلى المستوى المادي؟ نسقنا مع الشركة الجهوية للنقل بالساحل وشركة مترو الساحل لتأمين النقل للمترشحين كما اتفقنا مع الادارة الجهوية للصحة لوضع عدد من الأطباء والممرضين بمراكز الامتحانات. هل قرأتم حسابا لبعض الطوارئ؟ بطبيعة الحال، فعملنا الجماعي مكننا من قراءة حساب لكل الطوارئ، من ذلك التنسيق مع الحماية المدنية وشركة الكهرباء والغاز لأخذ الاحتياطات لكل انقطاع كهربائي محتمل. وهل أمنتم الأجواء المريحة للمترشحين؟ بالتأكيد، فقد طلبنا من بلديتي قصر هلال والمكنين نقلة السوق الأسبوعية الى مكان بعيد عن المؤسسات التربوية حتى لا يقلق الضجيج المترشحين بالاضافة الى أن تقاليدنا تحرص على توفير أفضل الظروف لأبنائنا التلاميذ. هل هناك حالات استثنائية؟ نعم لنا مترشح واحد سيجتاز امتحان شهادة الباكالوريا بالسجن المدني بالمنستير، وقد فتحنا مركز امتحان خاص لتمكين هذا السجين من اجتياز امتحانه. وحالات المرض الطارئة؟ نحن نتمنى لكل أبنائنا التلاميذ الصحة والعافية وإذا طرأ طارئ لا قدر اللّه في آخر وقت فنحن على استعداد للتدخل. كل الظروف توفرت لانجاح هذه الامتحانات، ماهي انطباعاتك؟ هذا العام له ميزة خاصة والمتوجون فيه بالشهائد الوطنية سيذكرون بفخر واعتزاز تاريخ حصولهم عليها وسيقولون: تحصلنا على شهائد في عام الثورة. وهذا ما يجعلني أنتظر أن يكون هذا العامل عاملا أساسيا لحفز هممهم وأتمنى لهم كل النجاح والتوفيق. لو تقدم لنا في الختام بعض المؤشرات والأرقام اكتفينا هذا العام بتخصيص مركز وحيد للايداع ويبلغ عدد مراكز الكتابي 26 في الباكالوريا و11 في ختم التعليم الأساسي العام و1 في التقني و13 في مناظرة الدخول الى المدارس الاعدادية والمعاهد النموذجية وجندنا 1179 أستاذا للاصلاح بالاضافة الى دور الاداريين والعملة لانجاح هذه العملية.