٭ تونس «الشروق»: إعداد: عبد الرؤوف بالي: شهدت البلاد بعد 14 جانفي ظهور عشرات الأحزاب الجديدة واعترافا بعديد الأحزاب قديمة النشأة إضافة الى بروز العديد من وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة الى جانب المواقع الاخبارية الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. كما نلاحظ تركيزا كبيرا في أغلب وسائل الاعلام على تطوّرات المشهد السياسي وتحوّلت بعض المؤسسات الصحفية المختصة في مجال معيّن الى مؤسسات تعنى بالشأن السياسي بالدرجة الاولى. ومن هذه المنطلقات توجهت «الشروق» الى عدد من المواطنين لاستطلاع آرائهم حول أداء مختلف وسائل الاعلام على الصعيد السياسي وأي الوسائل يفضلون لاستقاء المعلومة السياسية خاصة في ظل فترة الانفتاح الاعلامي والصراع السياسي الراهنة. وفي هذا الاطار قال السيد محمد البوزايدي إن أفضل الوسائل هي التلفزة حيث يمكن ان يفهمها الجميع من مثقفين وغيرهم وخاصة إذا كانت اللهجة المستعملة هي «الدارجة» وتابع قائلا: «نحن لا نعرف من ننتخب الآن ولا نعرف الكثير عن هذه الأحزاب لذا يجب ان توفّر وسائل الاعلام المعلومات اللازمة عن كل حزب. كما ان كل طرف سياسي يجب ان يحدثنا عن هويته وأهدافه وهنا يأتي دور الصحافة المكتوبة فالحوارات تبقى شهادات على أصحابها وهي عبارة عن ميثاق مع الجمهور لا يمكن التراجع عنه. وختم السيد محمد قائلا «لكن دم الشهداء يجب ان يوضع في وعاء معقم سواء كان سياسيا او اقتصاديا او اعلاميا اي يجب ان يكون هذا الوعاء خال من سوسة التجمع والنظام السابق». ومن جهته أكد السيد هشام السعيداني ان طبيعة عمله تفرض عليه التعامل مع الجرائد اكثر من غيرها من وسائل الاعلام الا ان الأخبار التلفزية تحظى بجزء من اهتمامه ايضا لكنه اعتبر ان المعلومات السياسية مازالت شحيحة ولم ترق الى المستوى الذي يطلبه المواطن. وبدورها قالت الآنسة إيناس الطرشون ان مصادرها في الاخبار السياسية هي الجرائد والإذاعات والتلفزات وال«فايس بوك» في كثير من الاحيان. الا انها اوضحت انها تعوّل كثيرا على الاذاعات وأن معلومات ال «فايس بوك» والمواقع الالكترونية ليست دائما صحيحة وتحتوي على كثير من المغالطات في غالبها. ومن جانبه اعتبر السيد ناصر بن رمضان ان الأولوية تبقى للتلفزة بحكم قدرتها على الوصول الى الجميع ومهما كان مستواهم العلمي. مؤكدا ان الجرائد تلعب دورا كبيرا ايضا في القدرة على إيصال المعلومات السياسية الى القارئ وأنها «يمكن ان يحتفظ بها المرء كإثبات على البرامج التي قدمتها الاحزاب خلال حملاتها الانتخابية ويمكن بذلك ان نحاسبهم إذا ما حادوا عن الطريق الذي قالوا انهم سيسلكونه». وفي الاتجاه ذاته أكد السيد يوسف الأشهب ان الجرائد والأنترنات هي مصادره الأولى للأخبار الحزبية والسياسية. مشيرا الى انه يحتاط من المعلومات التي تروّج على الانترنات وهو مطالب دائما بالتثبت في مصداقيتها عكس الصحافة المكتوبة. وتابع يوسف قائلا: «بالنسبة الى التلفزة لها ايضا دور كبير في هذا الصدد وهي قادرة على الوصول الى عموم المواطنين لكن مازال هناك انتقاد كبير للأخبار التي يتم تقديمها والأشخاص الذين تتم استضافتهم في البرامج التلفزية وهذا قد يؤثر على مصداقية المؤسسة الاعلامية». هذا واعتبر العم صالح الورهاني ان الأخبار الوطنية والسياسية يستقيها من أخبار التلفزات التونسية والتلفزات الأجنبية. وأضاف: «بحكم جهلي للقراءة انا أشاهد أنشطة الاحزاب عبر التلفاز وهي الوحيدة الى جانب الاذاعة قادرة على ايصال المعلومات الى الجميع، لكن أحيانا أعول على التلفزات الأجنبية فبعض المعلومات لا نجدها في التلفزات التونسية وتغطياتها تكون أفضل». إذن يمكن ان نلخص ما سبق في أن طبيعة الوسيلة التي يعوّل عليها المواطن تختلف مع طبيعة وظيفته ومستواه العلمي وأن مدى قدرة المؤسسات الوطنية بمختلف أصنافها «المرئية والمكتوبة والمسموعة والالكترونية» على جلب انتباه المواطن تظل مرتبطة بمدى مصداقية ما تنقله من أخبار ومدى تطبيقها لمبدإ التعددية فالمواطنون من خلال هذا الريبورتاج تحدثوا عن نوعية الأخبار والشخصيات والمصداقية اي اننا نتحدث اليوم عن قارئ او مستمع او مشاهد او متصفح، يحلّل ويناقش وينقد وليس مثلما كان الحال قبل 14 جانفي 2011.