نرمين ناجي الشريف اصيلة بنغازي عضو بالرابطة الوطنية للعمل التطوّعي الاجتماعي او كما يحلو لهم تسميتها برابطة الثوار الصادرة عن المجلس الانتقالي الليبي تحدثت ل «الشروق» عن تفاصيل الثورة الليبية بين الكتائب وحلف «الناتو» والثوار وعرّجت على دور المنظمات في الاحاطة بالأهالي ودعم الثورة وانتهت عند دور المرأة في المساهمة في انتزاع الحكم من القذافي مرورا بكل التضحيات التي قدّمتها فهي التي تعرّضت للاغتصاب وهي التي قدّمت الشهداء لتحرير البلاد. نرمين استهلّت حديثها بالتعريف بالرابطة التي صدرت بقرار من المجلس الانتقالي مباشرة بعد ثورة 17 فيفري قائلة: «تحتوي الرابطة على خليط من الشيب والشباب هدفهم الاول هو دعم الثوار». وأضافت انها أيضا نائب رئيس النقابة العامة للموانئ والبحّارة ومندوبة ليبيا بلجنة المرأة العاملة بالاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وذكرت ان زيارتها لتونس تتنزل في إطار تنظيم قوافل لدعم الثوّار في الجبهة وكذلك النازحين بالحدود الليبية التونسية لهدف توفير العناية الطبية والنفسية وتوفير كل المستلزمات. وقالت: «قررنا تنظيم قوافل تضامنية نهاية الاسبوع بالتعاون مع حزب الوطن التونسي» . كما اتصلنا بالتحالف من أجل السلم والنماء والاتحاد المغاربي للنقابات والمرأة العاملة باتحاد الشغل قصد مساهمتهم في الضغط على الحكومات للاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي كممثل وحيد وشرعي للشعب الليبي ووجدنا منهم كل المساندة. وأضافت : «علمنا ان الموجودين بمخيّم رمادة يواجهون عديد المتاعب النفسية والاجتماعية والصحية لاسيما تعرض جلدة الاطفال الى الاحتراق جرّاء حرارة الشمس الشديدة وافتقار النسوة لطبيبة تكشف عليهم عوضا عن طبيب». وذكرت ان الهدف هو بعث خيمة طبية قارة تأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصيات وتحدّ من الأمراض الجرثومية التي تصيب النساء. وأفادت انه تم كذلك التفكير في حماية الأطفال من الشمس بتمكينهم من قبّعات وأحذية وملابس صيفية وتمكين الجميع نساء وأطفالا ورجالا من كريمات واقية من الشمس. وخلصت الى القول «هؤلاء هم نساء وأبناء الثوار ويجب ان يشعر الثائر الذي يحارب بالاطمئنان وأن أسرته وأبناءه بألف خير». إطار طبي وشبه طبي لم تخف نرمين النقائص الصحية التي تعيشها ليبيا منذ الثورة وخاصة الافتقار الى الإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفيات. وقالت: «تم النظر في توفير الطاقم الطبي وشبه الطبي بالتعاون مع التحالف من أجل النماء والسلّم وحزب الوطن». وحول الوضع العام ببنغازي اكدت انه ممتاز جدّا من حيث التعبير عن الرأي بكل حرية والتغيّر في مجال الحقوق الى مستوى 180 درجة نحو الايجابي طبعا». وأشارت في نفس السياق الى أن عدد الصحف تطوّر من 3 فقط الى 70 حاليا كما نشطت الجمعيات بصفة مكثفة وقالت مبتسمة: «حتى الطفل صار يتحدث بكل حرية وهو الذي كان يقتله الخجل بمجرد أن يكلّمه أحد». وصرّحت بأنه لولا وجود الدبابات والكتائب التي وضعها القذافي بين كل شارع وشارع لتحوّل جميع الليبيين ضد القذافي. وأكدت انه توجد كتائب عديدة قررت الانضمام الى الثوار ورمت بسلاحه ارضا. وقالت: «القذافي اضطرّ الى ربط الكتائب بالسلاسل داخل الدبابة حتى لا يتبيّن انهم ضده ويوجد منهم من نزل من الطائرة وانضمّ الى الثوار ولما تفطّن القذافي لذلك أصدر تعليمات بإلغاء المظلة حتى يموت داخلها مباشرة بعد القيام بعملية القصف». وذكرت ان أحد النيجيريين تم إلحاقه بكتائب القذافي فرمى بنفسه من مكان عال عندما لاحقوه فأنقذه الثوار من الموت وتمّت معالجته من الاصابات الخطيرة في نصفه الأسفل فسأل كيف فعلتم هذا ويعني بذلك الثوار فأجابوه: «إن ديننا يحثنا على انقاذ الناس فأسلم مباشرة». وأضافت ان بنغازي تحرّرت بعد اربعة أيام والبيضة مدينة صفية زوجته بعد يومين وها هم اليوم يضعون علم الاستقلال في طرابلس وينظمون مظاهرات باستمرار. وأكدت ان الذي يرفض الموت لتحرير ليبيا سوف يموت ألف مرة لو بقي القذافي. وتساءلت «هل يمكن ان يعيش شعب بلد تحت ارضها ذهب أسود في الأكواخ «البرّاكة» وتحديدا ببنغازي ثاني أكبر مدينة تعيش فيها ألفي أسرة تحت عتبة الفقر». اختراع الأسلحة واصلت نرمين حديثها عن الثورة الليبية مشيرة الى أن القذافي يستعمل أسلحة قوية ليحارب الثوار الحائزين على أسلحة عادية وخفيفة وحول دور الناتو قالت: «حلف الناتو هو غطاء للثوّار لمواجهة خاصة قصف القوافل التي تأتي من القذافي». وأشارت الى أن الثوّار لجأوا الى اختراع أسلحة أذهلت حتى حلف الناتو الذي صرّح بأن الليبيين يملكون مواهب مطموسة». وحول هذه الأسلحة أفادت أنه مثلا يتمّ استغلال القذائف الموجودة بالطائرات بفكّها وتركيبها على السيارات مع ربطها بأسلاك وجرس يتمّ الضغط عليه لقذف «الخراطيش». وأضافت أنه يتمّ كذلك استغلال صواريخ «جراد» الذي يحتوي على 16 فتحة واقتسامها على عدّة سيارات فيوضع على كل سيارة 4 فتحات فقط لتأدية نفس الغرض. إذا هي الحاجة الماسة للسلاح والحاجة كما يقول المثل هي أمّ الاختراع وفي هذا الصّدد أفادت أنه حتى الاعلام الليبي فوجئ بها. وقالت: «نفسنا طويل والقذافي ضاق عليه الخناق والانشقاقات ولم يبق معه حاليا غير ابنه سيف» وإن شاء اللّه سوف يفتح قبره بيده!! اغتصاب صرّحت نرمين ل«الشروق» بأن المرأة الليبيّة عانت كثيرا من التهميش وعدم المساواة في عهد القذافي ورغم أنه صادق على كل القوانين التي تضمن حقوقها إلا أنها ظلت مسألة شكلية فحسب. وعند وضعها منذ اندلاع الثورة أفادت أنها قدمت الكثير من الشهداء (أبناء وأزواج وإخوة وآباء). وصرّحت بأنه توجد امرأة قدمت أولادها الخمسة للشهادة وزوجها وأخوها وقالت لو كان لي أكثر لقدمتهم. وذكرت أنّ المرأة الليبية حاليا نجدها متطوّعة بالمستشفيات وتشارك في المظاهرات وتقوم باعداد الغذاء للثوار. وأضافت: «ولكنهن أيضا يتعرضن لاغتصاب كتائب القذافي خاصة لما دخلوا مدينة أجدابيا واغتصبوا النساء وسرقوا ونهبوا وكذلك مدينة الجبل الغربي». وحول عددهن والاحاطة بهن قالت: «أكثر من 200 امرأة ليبية تعرضت للاغتصاب ولعلّ أشهرهن المحامية إيمان العبيدي». وأوضحت نقوم بمساعدتهن على تجاوز الأزمة النفسية ومعالجتهن من الأمراض الجرثومية التي تعرضن لها. وقالت: «الكثير من الليبيين عبّروا عن رغبتهم في الارتباط بهن عن طريق الزواج»!! وأضافت أنه لما أمسك الثوار بكتائب القذافي وجدوا بحوزتهم أكياسا صغيرة في شكل «بدرة» poudre وتبيّن لمّا تمّ تحليلها أنها تمنح طاقة قوية من الشهوة لممارسة الجنس وطاقة كبرى على عدم الشعور بالألم في حالة تعذيبه. وأضافت في نفس السياق أنه لما تمّ تفتيش سيارات الكتائب وجدوا بها حبوبا كثيرة «للفياغرا»، وخلصت للقول بأن تعليمات القذافي واضحة اغتصب وأقتل. وأشارت في نفس السياق إلى أن القذافي استغلّ كذلك النساء للتنصّت على جلب الأخبار من مواكب عزاء الكتائب. وحول ما تردّده المذيعة هالة المسراطي عن ليبيا عبر الشاشة قالت: «هذه المذيعة تقول الشيء وضدّه»، وبالتالي هي لا تمثلنا فهي تسعى دائما للتعتيم الاعلامي وتشويه أعراض الناس. وختمت حديثها معنا قائلة: «أشكر الشعب التونسي على تضامنه معنا ووقوفه الى جانبنا وهذه الثورات أظهرت أنّ الشعوب العربية تحبّ بعضها، لكن الحكام هم الذين فرضوا حدودا بيننا».