اثر الإعلان على مناظرتي القيمين الأول والمعلمين الأول تدفق آلاف المعطلين عن العمل بالقيروان على مركز التكوين المستمر بالجهة لتقديم مطالبهم محملين بملفاتهم وبأحلامهم. لكن الاكتظاظ داخل المركز جعل عملية قبول المطالب غير مقبولة بجميع المقاييس الإدارية والإنسانية بسبب الظروف التي تتم خلالها العملية من بطء أمام طول الطوابير وتعرض للشمس ما أدى الى حالات تشنج وتعطيلات. معظم اصحاب الملفات تكبدوا عناء التنقل ووعثاء السفر من مناطق بعيدة يدفعهم الأمل ان تكون تلك آخر محطات البطالة. لكن تتبعثر الأحلام في زحمة الطوابير وتتبخر الأمنيات من شدة حرارة الطقس وذلك بسبب الظروف السيئة «المتوفرة» بالمركز. اولى الملاحظات التي تشد الانتباه هي طول الطوابير أمام كل نافذة قبول. ولعل ذلك بسبب نقص عدد الاعوان. وقد أكد احد المسؤولين انه تم تجنيد 12 عونا بينهم اعوان وقتيون. وهو ما ادى الى ارهاق الاعوان من الثامنة صباحا الى السابعة مساء دون توقف ولو لشرب الماء. وكان مطلوبا تخصيص عدد أوفر من الأعوان من اجل تيسير العمل وسرعة الاداء. فمعظم المقبلين على المناظرة يأتون من اماكن بعيدة ويضطرون الى الانتظار ساعات. مشكل الانتظار تحت اشعة الشمس التي تمنى زوار مركز التكوين المستمر التخلص من اشعتها الحارقة ومن التعطيلات والاهمال ولا مبالاة المسؤولين رغم المطالب الكثيرة بتأهيل هذا الفضاء التربوي. وقد كنا شهودا على حضور طالبات شغل حوامل تعرضن الى اشعة الشمس وطول الانتظار. خدمات كما انتظر الشبان العاطلون المفتقرون الى الموارد المالية امام تعطل المنح ان يتم تخصيص فضاء للاعلامية يوفر خدمة الانترنيت ونسخ الوثائق ومكتب للخدمات السريعة لاستخراج مضامين الولادة والمطابقة للاصل نظرا لاغلاق بلدية الحجام وسحب بلدية وسط المدينة مثل هذه الخدمات. وذلك لكون عدد كبير من العاطلين تعوزهم معاليم استخراج الوثائق كما يفتقرون في قراهم الى الشبكة العنكبوتية. بل انهم تعرضوا الى الابتزاز والاستغلال من قبل المحلات العمومية للانترنيت التي تفرض مبالغ مرتفعة فوق المتفق عليه ولا يخضع معظمهم الى تسعيرة موحدة. جملة هذه العناصر السلبية والنقائص التي يفتقر اليها مركز التكوين المستمر بالقيروان تسببت الى جانب تعطيل المصالح، في اندلاع خصومات وتشنجات بين طالبي الشغل واعوان قبول الملفات نتيجة تأزم الوضع. فمتى ترتقي خدمات المركز المستمر الى المستوى المنتظر بعد الثورة. ومتى يجد المعطلون عن العمل انفسهم في فسحة «أمل» أوسع وخدمات أفضل...ومواطن شغل أوفر عددا.