صفاقس الصباح: اتصل بنا عدد كبير من المنخرطين بالصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بمكتب «الصباح» بصفاقس معبرين عن تذمراتهم من تعطل انتفاعهم باسترجاع مصاريف العلاج لدى صندوق التأمين على المرض طيلة اشهر عديدة، مما ادى الى اختلال ميزانياتهم العائلية، وتراكم ديونهم لدى الصيدليات والمصحات والمراكز الاستشفائية بالرغم من اثبات خلاص مؤجريهم لمستحقات صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية بتسليم شهادات رسمية قانونية في ذلك ولكن هذه الشهادات لا تجدي نفعا عند الاستظهار بها لدى شبابيك «الكنام» الذي لا يعتمد الا على الرجوع الى منظومة الاعلامية التابعة لصندوق التقاعد لاثبات الخلاص او نفيه وانها بحق مفارقة غريبة مقارنة لما كسبته الدولة بحرص شخصي من الرئيس بن علي من رهان تاريخي ببعث الصندوق الوطني للتأمين على المرض بهدف تيسير الخدمات للمنخرطين وتحسينها وتفاعلا مع هذه المعضلة التي اقلقت هذه الفئة من المنتفعين بهذا النظام الجديد قامت «الصباح» بزيارة الى مركز صفاقسالمدينة للصندوق الوطني للتأمين على المرض هذا المقر الجميل المتسع والمناسب للعاملين به، والحرفاء على حد السواء للتحقيق في هذه المسألة بالذات وغيرها من ظروف العمل واستقبال الحرفاء ومدى نجاعة الخدمات المسداة بهذا المركز وباتصالنا بأحد شبابيك المركز تأكد لدينا ان «الكنام» لا يعتمد الا على منظومة الاعلامية التابعة لصندوق التقاعد لاثبات الخلاص الذي يتوقف عليه تصريح ارجاع المصاريف للمنتفعين كما اتضح من خلال تصريحات بعض الحرفاء بهذا المركز، ان هناك فعلا تأخير في تحسين المعلومات لدى منظومة الاعلامية التابعة لصندوق التقاعد، فبالرغم من اثبات الخلاص بشهادات من المؤجر لا يجد «الكنام» اثرا لذلك بالمنظومة المذكورة فيضطر بطبيعة الحال الى تعليق وتوقيف ارجاع المصاريف للمنخرط، لهذا السبب الذي يخرج عن نطاقه! ولكن ما ذنب المنتفع المسكين الذي سلم العديد من بطاقات العلاج ووثائق المداواة تامة الشروط منذ مدة طويلة وبقي ينتظر استرجاع المصاريف وكلما تردد على «الكنام» تلقى نفس الاجابة ان هذه المعضلة القديمة المتجددة، التي تطفو على السطح بين الفينة والاخرى منذ حوالي ثلاث سنوات فتتسبب في تعطيل مصالح المواطنين المنخرطين بهذا النظام في حاجة الى تعليمات عاجلة وحازمة لايجاد حل نهائي لها لا سيما وان ادارتنا التونسية لم تعد ترتضي مثل هذا الامر مع ما بلغته من تطور وجودة للخدمات في عصر العولمة وآليات الثقافة الرقمية والاعلامية والاتصال ومن ناحية اخرى لا يفوتنا ان نشير الى النقص الملحوظ في اعوان الاستقبال بهذا المركز مع افتقاره لموزع آلي للانتظار مع اتساع المقر لاستيعاب المزيد من الشبابيك (الى غاية 7 شبابيك) بينما لا نجد حاليا سوى ثلاثة فقط!.. علما بان هذا المركز يستقبل ما لا يقل عن 500 منخرط في اليوم الواحد نظرا لموقعه الاستراتيجي، ببناية جميلة ذات تصميم معماري بديع، فحبذا لو يسارع الصندوق الوطني للتأمين على المرض بمزيد العناية بهذا المركز وتوفير العدد اللازم من الاعوان وتحسين ظروف العمل حتى لا يحد المنخرط اية تعطيلات سواء في طول الانتظار بالطوابير، او في طول انتظاره لاسترجاع مستحقاته من مصاريف العلاج ونعود ختاما الى صندوق التقاعد فنهيب بادارته العامة العمل بكل حزم وجدية على تجاوز هذه المعضلة وايجاد حل نهائي لها