«من أنتم»؟؟ أغنية من كلمات وألحان محمد الجبالي لم تلق حظها لدى عديد المحطات الإذاعية والتلفزية داخل تونس لكن في المقابل تم الترحيب بها بمحطة فضائية خارج أرض الوطن وهو ما أثار استغراب صاحبها. وكجل الفنانين التونسيين أصدر محمد الجبالي أغنية كانت عن تداعيات ما جرى في عدة أقطار عربية والمتمثلة في ثورة شعوبها على الانظمة.. الاغنية تعتبر محاكاة للواقع وصادرة من أعماق الشعوب. وقد ظن أنها ستجد الترحاب والبث بعد ان صارت الحرية بلا قيود الا أن عديد المحطات الاذاعية تجاهلتها ولم يتم بثها مما حزّ في نفسه واتجه الى المحطات العربية وقد ذكر محمد الجبالي أن أول محطة اتصل بها وجد الترحاب والتشجيع حتى أنها قامت بتسجيل فيديو كليب لها ليتم بثها أكثر من مرة في اليوم. مما حز في نفسه وقد استفسرنا محمد حول تجاهل محطاتنا الإذاعية ذكر أن الاجابات كانت تصب في خانة المس بالجانب السياسي وأن مطلع الأغنية مقتطف من خطاب معمر القذافي. وبشيء من المرارة واصل الجبالي حديثه بأن الوضع لم يتغيّر فقبل أحداث 14 جانفي شارك في مهرجان قرطاج للموسيقى في دورته الاولى بأغنية تحت عنوان «قنديل باب منارة يا مضوّي على البراني» فلقي هجوما شرسا من الفاعلين في الساحة الثقافية واتهموه بالشوفينية... (حب الذات) وضمن نفس السياق تحدث محمد الجبالي عن الوضع الثقافي بشكل عام اذ أوضح ان عديد الفنانين في رصيدهم عديد الأغاني الوطنية وهو من ضمنهم اذ يملك في رصيده 8 أغان وطنية لكنها لم تبث لتكتفي عديد المحطات ببث أغاني جوليا بطرس ومارسال خليفة. محمد بيّن انه يرحب بأي فنان أجنبي في ظل بث أغانيه لكن ما ضرّ لو تم اعطاء قيمة للفنان التونسي حتى يثبت وجوده في الساحة.. قاطعناه بحديثنا المتمثل في ان الابداع هو الذي يفرض نفسه فكانت اجابته بأن أغانيه تبث في الخارج ولعل أكبر دليل أغنيته الاخيرة «من أنتم»... وتحولنا بالحديث مع جليسنا الى رؤيته المستقبلية للساحة فبيّن أن التفاؤل يحدوه وأن المستقبل سيكون مشرقا شرط ان يتم ايجاد أرضية ملائمة للتحابب والتآلف بين جميع التونسيين بعيدا عن الحسابات المقيتة والمصالح الفردية... وعن استعداداته للصائفة والتي هي على الأبواب ذكر بأنه دائما على استعداد تام للمشاركة في جل التظاهرات، باعتبار عمله كفنان وأنه أعد برنامجا ثريا يتماشى ومتطلبات الواقع حاولنا التطرق في الحديث حول السياسة مع محمد الجبالي، فكانت اجابته ديبلوماسية اذ أوضح أنه فنان لا غير وان الشأن السياسي لا يهمه بمعنى أنه لا يريد الغوص في هذا المجال لكن همه الوحيد ككل تونسي هو نشر الطمأنينة واستتباب الأمن حتى تظل تونس مشعة كما عرفناها على مر التاريخ.