تونس الصباح: ما من فنان تلتقيه هذه الايام وتسأله عن جديده الموسيقي الا ويبادر بتقديم قرص ليزري يتضمن اغنية «وحيدة» او ما هو متعارف عليه ب«Single» وتسأل عن السر في ذلك.. فتأتيك الاجابة سريعة هي «موضة» العصر الذي اصبح لا يحتمل تسجيل وترويج اكثر من اغنية وحيدة.. ويجيبك ثان: هذا هو الحل الامثل لمقاومة حالة الكساد الفني التي اصبحت عليها الساحة الغنائية اليوم. من المسؤول؟ يحمل الفنانون مسؤولية هذا الكساد الفني لشركات الانتاج التي اختارت التعامل مع كل ما هو شعبي فلكلوري تراثي والتغاضي عن كل ما هو فني طربي بدرجة اولى.. فشركات التوزيع من منظور العديد من الفنانين الذين تم رفض انتاجهم من طرفها لا تفكر الا في ما هو مربح بقطع النظر عن المضمون المهم بالنسبة لهذه الشركات ان يكون اللحن راقصا حتى يتم الترويج له.. من هذا المنطلق نشأت ظاهرة الاغنية «الوحيدة» او «Single» لمقاومة حالة الركود وتأكيد الوجود على الساحة الغنائية لفنانين انتابتهم حالة من الغبن ازاء ما يتم الترويج له.. فتراه يبادر بتخصيص ميزانية يتم توزيعها على اغانيه كل واحدة على حدة.. ويعمل على ترويجها هنا وهناك ولنا في ذلك اكثر من مثال.. فعباس المقدم اختار الانخراط في هذه الظاهرة من خلال اغنية تتحدث عن الاب.. وعمل عماد عزيز على اصدار اغنية «حبك خلاني» في قرص.. ونسج على منواله محمد أيوب.. وفي الطريق محمد الجبالي وغيرهم كثير.. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاتجاه: هل ان هذا التوجه في الترويج للانتاج الغنائي هو الحل الامثل والافضل؟ تأتي الاجابة سريعا من عماد عزيز: انه الحل المناسب حتى لا تغيب اغنية ما في زحمة بقية الاغاني اذا ما صدرت جميعها في قرص ليزري واحد. وحتى ننتصر على محاولات بعض شركات الانتاج لنوعية من الاغاني على حساب اخرى. فضاءات البث حديثنا عن هذه الظاهرة يجرنا حتما الى فضاءات بث هذا الانتاج السمعي والبصري على حد السواء.. فهي هذه الفضاءات يبدو حسب ما سمعناه انها بدأت تتعامل مع هذه الظاهرة بحذر شديد في انتظار ان تتحدد الاهداف الحقيقية لما يسعى هؤلاء الفنانون الى تقديمه من خلال الاغنية ال«Single» ولو ان هناك من المنشطين من عبر صراحة عن ترحيبه الشديد بهذه الظاهرة على اعتبار انها تعفيه من معاناة البحث والانتقاء فهو يجد امامه اغنية «وحيدة» يستمع اليها جيدا ليصدر بعد ذلك قراره بالبث من عدمه..