عندما ظهرت منذ أكثر من عشرين سنة في مسلسل «الدوار» حصل شبه اجماع على ما تتوفر عليه هذه الممثلة من حرفية وصدق في التعاطي مع التمثيل التلفزيوني... نزيهة يوسف كسبت الرهان وهي التي نحتت نجاحها الفني بأظافرها بشموخ وثقة وإيمان صادق بنيل رسالتها الفنية. ... أمكن لنزيهة يوسف على امتداد مسيرتها أن تكون لها مساهمة فاعلة في تأثيث المشهد الدرامي التلفزي قبل أن يلفّها الغياب. ... سنوات طويلة اختارت فيها نزيهة يوسف الانزواء داخل منزلها لرفضها طرق الأبواب من أجل الفوز بدور... وجاء عرض قناة حنبعل للمشاركة في مسلسل «نجوم الليل3» صفحة جديدة في مسيرة هذه الممثلة... صفحة نكتشف تفاصيلها في هذا الحوار. حوار: عبد الرحمان الناصر ... غيابك الطويل عن المشهد البصري يطرح أكثر من تساؤل ويفسح المجال لعديد التأويلات... منها أنك قرّرت الاعتزال؟ غيابي لا يعود الى قرار اتخذته بشأن الاعتزال فأنا لازلت قادرة على المساهمة في تأثيث المشهد البصري بما اختزله من تجربة متنوعة غيابي الطويل مفروض عليّ. لقد تمّ اجباري على الانسحاب. ... كان يمكن أن «تصارعي» هذا الأمر؟ كيف يمكن لي ذلك... و«المحاباة» و«الاخوانيات» هي العملة المتداولة لأجل الفوز بدور ما في أحد الأعمال التلفزيونية... وجدت نفسي مبعدة رغما عني على اعتبار أنني لست منخرطة في هذا السلك. هو الشعور بالضيم؟ نعم... انتابني شعور بالضيم والظلم... فالمخرجون قبل ثورة 14 جانفي رفعوا شعار الصداقة قبل ثورة 14 جانفي رفعوا شعار الصداقة والمحاباة في كل «كاستينغ» يقومون به على حساب الكفاءة والحرفية. نفس الوجوه تظهر في أكثر من عمل باستثناء بعض الحالات النادرة جدا. متى يعود آخر ظهور لك في مسلسل تلفزي؟ آخر ظهور كان في مسلسل حياة وأماني لمحمد الغضبان. اخترت المكوث في المنزل... حتى جاء عرض قناة حنبعل؟ هذا ما حصل فعلا... وإني سعيدة بهذا العرض من قناة حنبعل التي احترمتني وأنصفت تجربتي الفنية... كنت في منزلي عندما جاءني هاتف قناة حنبعل كان الطلب واضحا ضرورة الاستعداد للمشاركة في الجزء الثالث من المسلسل التلفزيوني «نجوم الليل»... كانت مفاجأة أسعدتني كثيرا حيث أقلتني سيارة قناة حنبعل من مقر إقامتي ووجدت في استقبالي السيد المهدي نصرة الذي رحبّ بي مثنيا على مسيرتي ليعرض عليّ رسميّا دورا أعتبره هاما في «نجوم الليل 3». ... لم تناقشي الدور المعروض عليك؟ بصراحة لم نصل بعد مرحلة مناقشة ما يعرض على الممثل من أدوار... قبلت العرض لرغبة جامحة في دور يعيدني الى التلفزة... ولكن ليس أي دور... أريد دورا يحقق لي الاضافة ويمكنني من ابراز مواهبي... وهل توفر هذا الدور في عرض قناة حنبعل؟ ما لم يكن الأمر كذلك ما كنت أقبل هذا العرض... خاصة وأنه تمّ التعامل معي باحترام. وماهي تفاصيل هذا الدور؟ ظهرت في دور أم نادية احدى بطلات نجوم الليل في الجزء الأول والثاني منه... ما أسعدني أنه دور حركي وفاعل في أحداث المسلسل ثم ما لا يعرفه الكثير أن المهدي نصرة يتوفر على نظرة سينمائية في التعاطي مع الكاميرا... وله في الطريق شريط سينمائي سأكون من ضمن المشاركات فيه. ستعودين الى السينما من بوابة التلفزة؟ لقد عدت الى السينما مؤخرا من خلال المشاركة في فيلم قصير تولى اخراجه زوجي كمال يوسف. ألا تعتبرين في ذلك مجاملة؟ ليس الأمر كذلك... طبيعة الفيلم فرضت تواجدي... وعلاقتي به كانت علاقة مخرج بممثلة لقد تعامل معي بنظرة احترافية. ماذا تقولين عن هذا الفيلم؟ الفيم عنوانه «الطفل: الكمان والصمت»... للمنتج القدير رضا التركي الذي لا مجال لنكران ما قدمه لي من دعم لمسيرتي كممثلة حيث عمل على أن أشارك في فيلم ايطالي... وكنت التونسية الوحيدة في هذا العمل... ولم يتوقف دعمه عند هذا الحدّ بل كنت ضمن فريق الانتاج في أكثر من عمل سينمائي أنتجه رضا التركي... فهو مبدع آمن بقدراتي ولا يمكن لي بحال من الأحوال التنكر لهذا الدعم اللامشروط الذي لم يبخل به عليّ... فهو كان ولا يزال الصديق والأخ مؤمنا بقدراتي ومساندا ومؤطرا لها. أنت متفائلة؟ نعم.. أنا جدّ متفائلة بالقادم خاصة بعد ثورة 14 جانفي التي ستضع نهاية حتمية للمحاباة والمحسوبية والمجاملة في توزيع الأدوار على الممثلين. هذا على المستوى الفني... أما على المستوى العائلي فأنا سعيدة بأسرتي الصغيرة وفخورة بزوجي الذي سيجمعني به قريبا عمل سينمائي طويل هو «الناس هبال» سيناريو خميس الخياطي وانتاج شركة IFM للمنتج القدير رضا التركي. هل مازال حنينك للمسرح؟ المسرح عنوان رئيسي في مسيرتي الفنية... لقد تم اجباري على اعتزاله بعد صدور قرار حلّ الفرق المسرحية الجهوية... كانت صدمة عنيفة بعد إحالة أكثر من مبدع مسرحي على التقاعد المفروض... لكن ظهرت في المقابل مراكز الفنون الدرامية؟ وماذا قدمت هذه المراكز للممثلين بصفة عامة والأمل قائم في إعادة احياء هذه الفرق حتى تستعيد كل الجهات حيويتها الابداعية.