استطاعت الممثلة درة زروق أن تخطف الأضواء وتحوز مكانة في وسط يزخر بالنجوم رغم أن التحاقها بالوسط الفني في مصر لم يتعد الثلاث سنوات، وفي رصيدها حاليا ما يقارب 20 عملا، بين السينما والأعمال التلفزية في تونس ومصر. وقد اعتمدت درة التونسية، كما تلقب في مصر استراتيجية تهدف الى بلوغ النجاح المنشود قوامها العمل المضاعف والسعي للتطور في التجربة والحضور وقد نمت لديها جملة من الخصال يسرت لها الطريق نحو التمثيل والحضور المقنع والجمال، هذا اضافة الى ما تسلحت به من طموح كبير بعد أن نهلت أبجديات الوقوف على الركح وأمام الكاميرا في تونس من خلال انضمامها وعملها مع رموز المسرح والتمثيل في تونس كتوفيق الجبالي والشاذلي العرفاوي وغيرهما.. وهو ما جعل أعمالها تحظى بالقبول والاستحسان مما جعلها تعمل جنبا الى جنب مع أسماء بارزة من مختلف الأجيال المصرية كيسرا وميرفت أمين ونور الشريف وهاني سلامة وغيرهم.. درة زروق التي لم تكن حاضرة في اعمال تونسية في رمضان الجاري برزت بإطلالتها على عديد الفضائيات الاخرى من خلال مشاركتها في أعمال ك«خاص جدا».. و«وعد وموش مكتوب» والمسلسل التاريخي السوري «فارس بني مروان». في الحوار التالي مع «الصباح» تحدثت عن سبب غيابها عن الجزء الثاني من «مكتوب» وجملة من المسائل الاخرى.. ويرفع الستار... * بم استفدت كممثلة أو فنانة من دراستك في العلوم القانونية ثم تخصصك في الماجستير في العلوم السياسية؟ اعترف أنني لم استفد من المستوى الدراسي وتخصصي التعليمي تحديدا مهنيا لأنه ليس لذلك علاقة بميدان الفن، الا أن الدراسة أفادتني في الثقافة والفهم واستيعابي لعديد المسائل جعلتني بمنأى عن بعض الخيارات غير الصائبة سواء منها العملية أو الشخصية خاصة فيما يتعلق بعلاقاتي الاجتماعية، ورغم أني لم أخطط لتوظيف تخصصي التعليمي.. *فهل يمكن القول أن مسيرتك في الميدان الفني تعد استثنائية لأنك استطعت أن تحوزي مكانة في الوسط الفني في مصر في ظرف وجيز، أي أقل من ثلاث سنوات في حين تقضي الأخريات السنوات الطوال من أجل الوصول الى ذلك؟ لقد نجحت وفرضت اسمي في احدى أهم اسواق الانتاج والترويج للسينما والاعمال التلفزية، ألا وهي مصر، وهذا الانجاز لم يكن صدفة أو منا من أحد، كما أنه لم يكن سهلا كما يعتقد البعض، إنما تحقق بعد بذلي مجهودات كبيرة وتضحيات أكبر لأني واجهت صعوبات لا تحصى ولا تعد وتعرضت لأزمات وعراقيل، لكن حبي للتمثيل وطموحي اللامحدود وعشقي للكاميرا وتسلحي بعزيمة قوية من أجل التحدي، فضلا عن امتلاكي للموهبة والحضور، كل ذلك شكل عوامل ايجابية مكنتني من اختطاف الأضواء في وسط فني يعج بالنجوم لأحظى بثقة كبار المخرجين هناك، اذ يكفي أن اذكر قرار النقابة المصرية للتمثيل الصادر ضد الممثلين الأجانب وغيرها من الصعوبات الأخرى، فمصر تدخلها أسماء عديدة تبحث عن فرص العمل والشهرة لكنها لا تحقق مرادها بعد مساع مكثفة.. لذا اعترف أنني الآن اجتزت مرحلة صعبة في مسيرتي وقد ساعدني في ذلك ايضا سرعة اتقاني للهجة المصرية وتأقلمي مع الاجواء هناك.. * هل يعني ذلك أنك أدركت بر الأمان وأصبحت المواقع العملية والثقافية هناك مفتوحة أمامك؟ المرحلة القادمة تعد أصعب من السابقة لأن الأهم والاصعب هو المواصلة بنفس النسق من العمل والنجاح وفي نفس الميدان.. * حسب رأيك ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الممثلة لتحقق النجاح وتحظى بقبول المخرجين في الوسط الفني في مصر؟ مثلما ذكرت سابقا فإن الموهبة والحضور واتقان اللهجة المصرية من أبرز ممهدات النجاح اضافة الى حسن التعاطي مع الظروف والمواقف والتجلد بالصبر. * لكن البعض يعزو سبب النجاح الى أن الممثلات التونسيات يقبلن أدوارا ترفضها نظيراتهن المصريات؟ أريد توضيح هذه المسألة، الممثلات التونسيات اللواتي دخلن الميدان الفني في مصر تحديدا لم يخضعن لهذه المقاربة، هذا الادعاء والاتهام الذي يروج له البعض ليس له أساس من الصحة، بل هي مغالطة كاذبة اعتمدها البعض من منطلق الغيرة أو حبا للظهور، لأن الفنانات في مصر وغيرها قادرات على القيام بأي دور وليس هناك أدوارا حكرا على الممثلات التونسيات.. أكرر تمسكي بموقفي بأني لا أقبل أي تنازلات من أجل العمل لأن اختيار الممثل يتم حسب التناسب مع الدور... * هل يعني ذلك أنك تختارين أدوارك؟ بكل تأكيد أنا اختار الادوار التي تعرض علي لأني بصراحة لست مستعدة لقبول أي دور اذ سبق أن رفضت أدوارا هامة لأنها تتضمن مواقف ولقطات لا أقبلها لأني حريصة على احترام عائلتي أولا والمجتمع التونسي ثانيا، وكذلك المصري والعربي، فأنا أرفض الظهور في مواقف وصور تخدش الحياء وتنافي الاخلاق لكني لست ضد أداء أدوار تتطلب نوعية معينة من اللباس وذلك حسب نوعية الدور.. فأنا واضحة في اختيارياتي اذ اركز على القصة ككل وبعد ذلك الدور. * هل تقصدين أنك تضعين في اعتبارك المتفرج في اختيارك للسيناريو؟ بكل تأكيد لا، فأنا لا أفكر في المتفرج عند اختياري لأدواري وانما احتكم لخياري باعتباري فنانة بدرجة أولى والمسألة التي آخذها بعين الاعتبار هي قناعتي بالدور وبالتالي ضمان قدر من النجاح والتوفيق في تقمصه لأنه عندما اقتنع كممثلة بالشخصية، يتسنى لي حينها اقناع المتفرج، فأنا ضد أن أسعى للأدوار التي يبحث عنها المتفرج.. * وهل كان الأمر كذلك أثناء مشاركتك في فيلم «هي فوضى» ليوسف شاهين؟ مشاركتي في هذا الفيلم اعتبرها استثنائية رغم أن دوري كان ثانويا، أولا لأنها كانت في بداية دخولي سوق الأعمال المصرية ثم ان التعامل مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين يعد فرصة لا يجب التفريط فيها لأنه يصعب تعويضها اذا اعتبرت نفس محظوظة لأني تعاملت معه وبدأت مسيرتي بدخول مدرسته والوقوف أمام عدسات كاميراه في آخر عمل له، ولو كان هذا الدور مع مخرج آخر قد لا أقبله.. * رغم حضورك في عديد الأعمال التلفزية العربية التي تبث خلال شهر رمضان على بعض الفضائيات، الا أنك برزت بغيابك عن الأعمال التونسية، فهل كان ذلك باختيار منك؟ لم أتأثر بغيابي عن الأعمال التونسية لأني لم أتلق أي دعوة للمشاركة في أي عمل خلال هذه السنة ولو عرضت علي أدوار لقبلتها لأني لا أنكر أن بداياتي كانت في التلفزة التونسية، اذ أن أول اطلالة عبر الشاشة كانت في مسلسل «حسابات وعقابات» في دور سندة الذي ظل يناديني به البعض، واعتبر أن تلك المشاركة كانت طالع خير لأنها فتحت لي أبواب النجاح، فالعمل كان متميزا... * بمَ تفسرين اذن غيابك عن الجزء الثاني من مسلسل «مكتوب» بعد مشاركتك في الأول؟ سأكون صريحة في الحديث عن هذا الموضوع، لأوضح أني لم أرفض المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «مكتوب» الذي يعرض حاليا على قناة «تونس7» وكان الاتفاق مع المخرج سامي الفهري قبل المشاركة في الجزء الأول المشاركة في الجزءين رغم أن سيناريو الثاني لم يكن جاهزا حينها، وقد تم تغييبي في الحلقات التي تعرض حاليا حيث أنه لم يتم الاتصال بي سواء لاعلامي أو لطلب حضوري في هذا الجزء.. * ألم تكن شروطك المجحفة وراء ذلك؟ لم أقدم أي شروط في مسلسل «مكتوب»، فحتى المقابل المادي كان عاديا وبنفس الأرقام المتداولة في الاعمال في تونس وهو أقل بكثير مما اتقاضاه في مصر وهو نفس المقابل الذي حصل عليه الممثل ظافر العابدين. الهام أن الجزء الأول كان تجربة ناجحة خلفت ظاهرة، ونجاح الجزء الثاني تحقق من نجاح الجزء الأول ثم إن مسيرتي ليست مبنية على مسلسل «مكتوب» لأني أحب أن أتطور بخوض تجارب أخرى، لأني حاضرة في المشهد الاعلامي من خلال بث اعمال شاركت فيها على عديد الفضائيات كمسلسل «خاص جدا» مع الممثلة القديرة يسرا والعمل الثاني «وعد وموش مكتوب» الذي شارك فيه ايضا كل من محمود ياسين ودلال عبد العزيز وغيرهم من نجوم التمثيل في مصر، اضافة الى المسلسل التاريخي «فارس بني مروان» الذي تبثه قناة «نسمة». * ما هو العمل التلفزي الذي شدك في تونس؟ لم أتابع أغلب الأعمال على القنوات التلفزية التونسية لأني قضيت الجزء الأول من رمضان في مصر، لكن صادف أن شاهدت بعض الحلقات من سلسلة «نجوم الليل» على قناة «حنبعل» بعد ان سمعت عنه الكثير، وقد أعجبني العمل الذي كان متميزا، كما هو الشأن بالنسبة لمسلسل «عاشق السراب» على قناة21 والآن أتابع «بريزون بريكة» على قناة «حنبعل» الذي شدني بدوره.. وأريد أن أذكر بأن مسلسل «صيد الريم» الذي بث في رمضان الماضي كان من أبرز الأعمال التي شدتني، كذلك «شوفلي حل» باعتباره عملا قريبا من التونسيين ومستمدا من واقعه.. * وأين الأعمال التونسية في أجندة درة؟ أنا في انتظار أي عرض أو فرصة للمشاركة في أعمال تونسية سينمائية كانت أم تلفزية، شريطة أن يكون الدور مناسبا ويقنعني لاسيما الفن السابع الذي يستهويني أكثر.. * رغم أن دخولك الميدان الفني وبروزك كانا في المسرح، فهل قررت الابتعاد عن الركح؟ لا أنكر أني تلقيت أبجديات التمثيل في بداياتي في المسرح من خلال مشاركاتي مع أسماء رائدة في الميان كتوفيق الجبالي في فرقة مسرح «التياترو» بمشاركتي الاولى في مسرحية «مجنون» لتتبعها أعمال أخرى في نفس المجال أو السينما تعاملت فيها مع عديد الأسماء كالشاذلي العرفاوي وابراهيم اللطيف وغيرهما.. ولكن حاليا لا أستطيع العودة الى الركح نظرا لإقامتي بمصر ثم أني أركز حاليا على العمل في السينما أولا ثم التلفزة ثانيا، علما أنه سبق أن تلقيت عرضا للمشاركة في عمل مسرحي بمصر لكني رفضت. * ما هي الأعمال المطروحة أمام اختياراتك باعتبار أنك في حل من أي تعاقد عملي الآن؟ أنا بصدد قراءة ودراسة عرضين سينمائيين اضافة الى سيناريوي مسلسلين لم أحسم قراري بالموافقة أو الرفض بعد رغم أني أعطي أولوية للأعمال السينمائية، ثم أني اخترت أن يكون قدري الفن، لذا يجب أن تكون حلقة الاعمال متواصلة ومسترسلة... * ما هي أقرب الأدوار الى شخصيتك؟ كل الأدوار التي أديتها كانت قريبة مني رغم اختلاف توجهاتها ومضامينها، والأهم بالنسبة لي أن تعاملت مع أسماء بارزة استفدت من العمل معها كمنة شلبي وهاني سلامة في «الأولى في الغرام» أو غادة عادل ومحمد رجب في فيلم «كلاشينكوف» وأحمد عز في «سيتكوم» وميرفت أمين في «طيارة ورق».. * ما هي علاقتك بزميلاتك التونسيات في مصر، لا سيما أن هند صبري تعد من الأسماء البارزة في الوسط الفني هناك؟ علاقتي بهند عادية وليس لنا اتصال دائم ورغم أننا لسنا من نفس الجيل فقد نجحنا في فرض اسمينا هناك، في المقابل أنا على اتصال دائم بفريال قراجة، فأنا من طبعي لا أريد أن أفرض ذاتي على أحد..