تشكيات عديدة وردت علينا هذه الأيام جراء انتشار «الناموس» بجميع الأحياء دون استثناء والخوف كل الخوف من تفشي الظاهرة مع ارتفاع درجات الحرارة. أطلقت مواطنة صيحة فزع عبر اذاعة خاصة مشيرة الى أن الاهتمام بالسياسة أخذ النصيب الأوفر من اهتمام الجميع ولكن لا ينبغي أن يغفل الساهرون على نظافة المحيط من بلديات وبيئة وصحة عن الكارثة التي سوف تحل بنا لو تم اغفال هذا الأمر. ومعلوم أنه منذ اندلاع ثورة 14 جانفي دخلت البلاد في مرحلة حراك سياسي وفكري وسجلت انفلاتات عديدة للأمن كما عرفت البلديات اعتصامات عديدة انجر عنها تكدس أكوام الفضلات واهمال المداواة لمخافر الناموس في الوقت المطلوب والسؤال هل سيعرف التونسي صيفا استثنائيا جراء تكاثر الناموس؟ وهل تعي الهياكل المعنية مخاطره الصحية؟ وهل يمكن تدارك الوضع؟. هذه الأسئلة وغيرها توجهنا بها الى الدكتور محمد الرابحي (ادارة حفظ الصحة وحماية المحيط) فأفاد بالنسبة لنا ما كنا نقوم به من اجراءات سنويا قمنا به هذه السنة حيث قمنا بارسال كتب لوزارة الداخلية تتضمن جميع الأوكار المحتملة للناموس ونوعية الأدوية الناجعة للقضاء عليه. واستدرك قائلا: للأسف هذه السنة ينتظر أن تحدث بعض الاشكاليات بسبب «الناموس» لأنه حدث تأخير كبير في المداواة بسبب دخول الأعوان في اعتصامات للمطالبة بتسوية الوضعيات. وأكد في المقابل أنه رغم التأخير فإنه من الممكن جدا تدارك الوضع. وقال: «حاليا تمت السيطرة على الفضلات وبالتالي السيطرة على الذباب وبالامكان كذلك السيطرة على الناموس بتوخي البلدية عملية مداواة المخافر والمستنقعات من جهة وبوعي المواطن للقضاء على المستنقعات من جهة أخرى.» ويتمثل دور المواطن في القضاء على كل البؤر الموجودة من مياه راكدة وأوساخ. اجراءات وعن الاجراءات التي تقوم بها الادارة أفاد أنه تم حصر جميع النقاط السوداء مع المساهمة ببعض الكميات من الأدوية رغم أنها ليست من مشمولاتها ومنحها الى البلديات التي تشكو من نقص نظرا لتعرضها لاتلاف وحرق معداتها خلال الثورة. وختم بأن التغيرات المناخية وتداخل الفصول أدت الى عدم ارتباط ظهور «الناموس» بفصل من الفصول وبالتالي يمكن مداواته في كل وقت.